براء الخطيب

عن «مختار الجدّال» عضو المجلس الانتقالى الليبى والإخوان المسلمين 3

السبت، 27 يونيو 2015 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«.. وتحولت ليبيا إلى مأتم كبير لا ينفض جمعه، وصار عدد الشهداء يحصى بمتوالية هندسية.. واصل الثوار الليبيون الصمود.. راهن القذافى على شق اللُحمة الوطنية للمجتمع الليبى، وعمل النظام على إذكاء حالة من الاستقطاب القبلى بتنظيم اجتماعات لما سمى بتجمع قبائل طوق طرابلس، وتم التركيز على قبائل بعينها فى غرب وشرق العاصمة.. كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد تولت قيادة العمليات فى أسابيعها

الأولى ثم تركتها لحلف شمال الأطلنطى.. لم يتمكن النظام من صد أى هجوم للقوات الدولية، أو الرد على غاراتها».. هكذا يصف مختار الجدال الوضع داخل ليبيا بعد مضى شهرين على بداية الثورة الليبية، وقبل أن أتابع مذكراته أود أن أتوقف هنا لأسجل- كمصرى اشترك فى الثورة الليبية منذ اليوم الثانى لاندلاعها- موقفى، حيث كنت منذ اللحظة الأولى ضد تدخل القوات الدولية عسكريًا، لكنى تابعت بكل المرارة فى قلبى الانخراط فى الثورة، وقد كنت فى فندق «تيبستى» فى اللحظة التى سبقت ضرب الناتو قوات القذافى على مشارف بنغازى، حيث كان فندق «تيبستى» مكانًا لاستضافة البعثات الطبية التى جاءت لمساعدة الثوار، ومنهم البعثة المصرية لنقابة الأطباء المصريين، والتى كان يترأسها الدكتور «أسامة» من الإسكندرية، وكذلك المراسلون الصحفيون، وجمعيات حقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم، وفى صباح هذا اليوم «السبت 19 فبراير 2011» كنت أتناول طعام الإفطار فى مطعم الفندق برفقة كل من المراسل الصحفى المصرى محمد مبروك، مراسل قناة الحياة، ومراسلة قناة العربية رولا الخطيب، حيث انفجرت قذيفة من صاروخ «جراد» فى جراج السيارات أسفل النافذة التى كنا نجلس بجوارها فى الطابق الرابع، وبعد لحظات انطلقت قذائف الطائرات تضرب فى قوات الجيش الليبى «أطلقوا عليه بعد ذلك اسم كتائب

القذافى»، والذى كان يحاصر بنغازى، وفى هذه اللحظات عرفنا أن قوات حلف الأطلنطى بدأت بقصف قوات جيش القذافى.. وعودة لمذكرات مختار الجدال، حيث يصل إلى مطلع شهر أغسطس، وربما تسعفنى الأيام والظروف أن أكتب عن هذه الأيام منذ اليوم الثالث لاندلاع الثورة «20 فبراير» حتى سقوط طرابلس العاصمة فى أيدى الثوار، حيث كانت قبضة الثوار- كما يقول مختار فى مذكراته- قد اشتدت على العاصمة حتى تم الاستيلاء على طرابلس، فارتفعت الحناجر بالتهليل والتكبير فى المساجد وفى البيوت والشوارع والأزقة، ولا يزال ذلك اليوم غامضًا، ولم تُعرف حقيقته بعد، فكيف فتحت طرابلس؟ ومن الذى فتحها؟ ولماذا انهارت كتيبة الأمن بهذه السرعة؟ لكن مختار الجدال قبل هذا اليوم يتحدث فى مرارة عن كارثة اغتيال رئيس أركان قوات الثوار اللواء عبدالفتاح يونس الذى اختفى من المشهد بسرعة البرق بعد اتهامه واستدعائه للتحقيق معه بتهمة التواطؤ، ثم تمت تصفيته بالقتل الشنيع، واختفاء جثته وجثث مرافقيه، حيث يعجز الجميع عن تفسير الحدث الجلل، حيث برر المجلس الانتقالى ومكتبه التنفيذى الكارثة باستحياء شديد، وكان الأمر محيرًا ومستهجنًا، وبعد موكب جنائزى مهيب تنحاز قبيلة اللواء عبدالفتاح يونس «العبيدات» للوطن، وأنا شخصيًا حضرت جنازة الشهيد، وقدمت العزاء للصديق «مروان» نجل الشهيد، وحضرت العزاء فى بيته مع الصديق على بن سعود، رئيس المركز الإعلامى لثورة 17 فبراير، والذى اشتركت فى تأسيسه معه ومع الدكتور محمد المنفى، والكثير من الأصدقاء الليبيين، وهذه قصة أود أن أحكيها فى يوم من الأيام. ويكمل مختار الجدال وهو يصف ذلك اليوم الذى سقطت فيه طرابلس حيث يتحرك الثوار لتحقيق انتصارهم والثأر للشهيد، وكانت تكبيرات الثوار الزاحفين من جبل «نفوسة» تتردد فى ردهات «باب العزيزية»، وفى مطلع شهر أغسطس بات نظام العقيد القذافى فى الرمق الأخير حيث بدأ الهجوم على طرابلس.. وللمذكرات بقية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة