سعيد الشحات

«برنارد شو» والإخوان

الأحد، 28 يونيو 2015 06:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف واجه الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى الأزمة التى فجرها طلاب جماعة الإخوان ضده عام 1938، بسبب تدريس قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (القاهرة فيما بعد) لكتابى «جان دارك» للكاتب البريطانى برنارد شو، و«أحاديث خيالية» لـ«لاندرو»؟، وتحدثت عنها فى مقالى أمس، مشيرا إلى ما ذكره محمد عبد الحميد أحمد الطالب وهو من رواد الإخوان، فى مذكراته «ذكرياتى»، حول هذه القضية، وكان طالبا فى كلية الآداب وقتها، واعتبر ما حدث مع طه حسين من المعارك العظيمة للجماعة فى الجامعة.

كان طه حسين عميدا للكلية وطبقا لكتاب «ما بعد الأيام» للدكتور محمد حسن الزيات وزير خارجية مصر أثناء حرب أكتوبر 1973 وزوج ابنة طه حسين، فإن «عميد الأدب العربى» تحدث لمدير الجامعة بأنه لن يتردد فى منع الكتابين إذا ظهر فيهما ما يمس العقيدة، أو يهين الإسلام أو الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحدث مع وزير المعارف فى نفس الموضوع، مجددا نفس الوعد الذى قطعه على نفسه لمدير الجامعة.

طلب طه حسين من رئيس قسم اللغة الإنجليزية التحقيق فى هذا الأمر، وعرض النتائج عليه، وجاء فى التحقيق، أن هذا اللغط أثير حول سبع محادثات فى كتاب «محادثات خيالية» تأليف «لاندرو»، ولا توجد إشارة إلى الإسلام أو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيها، وحول رواية «جان دارك»، قال إنه من الكتب التى يطالعها قسم اللغة الإنجليزية منذ ست سنوات، وأضاف: «أقول من ست سنوات، أى قبل أن تنتخبوا سيادتكم (طه حسين) عميدا، بل منذ كنتم كما هو معروف خارج الجامعة، وقد سبق ترجمة هذه المسرحية إلى اللغة العربية، ونشرتها لجنة التأليف والترجمة والنشر منذ سنوات أيضا وهى مازالت معروضة فى المكتبات ولم يعترض عليها أحد». استعرض التقرير المقتطفات التى جاءت فى الكتابين التى دارت حولها الأزمة، وعرضه طه حسين على مجلس الكلية، وقال: «طلبت إلى زميلين آخرين من خارج قسم اللغة الإنجليزية قراءة الكتابين، ورأيهما فيه مطابق لرأى الأستاذ رئيس القسم الذى عرضه علينا الآن، فهل ترون إذن الموافقة على تقرير رئيس القسم وعلى رفعه إلى مدير الجامعة ليعلم نتيجة التحقيق؟، فوافق المجلس، وانتقل إلى ما لديه من موضوعات أخرى.

وبعد يومين يتصل الدكتور محمد حسين هيكل وزير المعارف بطه حسين تليفونيا، ويقول له إن رئيس الوزراء محمد محمود باشا أمر بمنع الكتابين، فماذا كان رد طه حسين ؟.. يتبع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة