قلب نظام الحكم والخيانة والشروع فى قتل والى حلب تهم طاردت صاحب " طبائع الاستبداد حتى موته

أفكار قتلت أصحابها "المستبدون" ينهون حياة عبد الرحمن الكواكبى بـ"السم"

الأحد، 28 يونيو 2015 08:00 م
أفكار قتلت أصحابها "المستبدون" ينهون حياة عبد الرحمن الكواكبى بـ"السم" المفكر عبد الرحمن الكواكبى
كتبت نبيلة مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"هنا رجل الدنيا هنا مهبط التقى/ هنا خير مظلوم هنا خير كاتب/ قفوا واقرأوا أم القرى وسلموا/ عليه فهذا القبر قبر الكواكبى" هكذا رثى الشاعر المصرى الكبير حافظ إبراهيم، المفكر والمناضل السورى عبد الرحمن الكواكبى على لوحة المرمر التى أقيمت على مدفنه بمنطقة باب الوزير، بعد أن دُس له السم فى آخر فنجان من القهوة شربه فى مقهى يلدز بالقاهرة، أثناء لقاء جمعه بعدد من أصدقائه، عام 1902.

وفور مقتل الكواكبى توجهت السلطات إلى منزله، وقامت بمصادرة مسودات كتبه ومذكراته، ووصل الخبر إلى بلده سوريا، فصادرت السلطات هناك أيضا كل ما كتب، إلا أن أبيه تمكن من إخفاء نسخة معدلة بخط يد الكواكبى من كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد"، الذى جمع فيه عددا من مقالاته التى بدأ كتابتها فى حلب وتسبب فى مطاردته من قبل ولاة سوريا.

وفى الكتاب انتقد الكواكبى الحكومات المستبدة قائلا:"الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة فى كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطى، إلى الفرّاش، إلى كنّاس الشوارع، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً، لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته، وشرهون لأكل السقطات".

لم يكن مقتل الكواكبى "مسموما" من قبيل المصادفة، فقد كان مستهدفا قبل قدومه إلى مصر عام1899 من عدة ولاة فى حلب السورية لأنه كان يدافع عن حقوق المظلومين فيها، ومن قبل أبو الهدى العبادى أحد أبناء المدينة الذى أراد أن يستحوذ على لقب "نقيب الأشراف" الذى كان الكواكبى آخر حامليه فى ذلك الوقت.

اتهم الكواكبى حينها بمحاولة اغتيال والى حلب، ثم وجهت إليه وهو لا يزال فى سجنه عدة اتهامات بمحاولة قلب نظام الحكم، والاتصال بدولة أجنبية، فحكم عليه بالإعدام، فاحتشد المتظاهرون يطالبون بالإفراج عنه، فاستغل الفرصة ليطلب إعادة محاكمته فى بيروت، وهناك دافع عن نفسه وتم تبرئته من التهم المنسوبة إليه وعزل والى حلب الذى وجه إليه التهم زورا.

لم يسلم الكواكبى من المؤامرات بعد تبرئته، فقد حاول مجهول اغتياله بطعنتين من الخنجر، وتم مصادرة ممتلكاته وأحيط بضغط كبير، فدعاه الشيخ جمال الدين الأفغانى للسفر إلى مصر، عام 1899، واشتغل بالصحافة، وكانت مقالات "طبائع الاستبداد" التى نشرت فى جريدة "المؤيد" سببا فى شهرته.

وكان الكواكبى ولد عام 1855 ودرس الأدب والعلوم السياسية والتاريخ والفلسفة، وبدأ عمله صحفيا بجريدة "الفرات" الحكومية، التى صدرت بالتركية وترجمت للعربية، ولكنه لم يكن حرا فى التعبير عن آرائه فاستقل عنها وأصدر جريدة "الشهباء" وكانت أول صحيفة عربية تصدر فى حلب، ومنها بدأ كفاحه الذى كلفه حياته التى انتهت فى مصر، ورفض المصريون بعد مقتله نقل رفاته إلى بلده سوريا لأنهم اعتبروه أحد رموزهم.


موضوعات متعلقة

..
- أفكار قتلت أصحابها.. "هيباتيا" أول شهيدة علم ذبحها "التطرف الدينى"










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة