الدور الآن على الخليج. تفجيرات الكويت عقب صلاة الجمعة فى مسجد الإمام الصادق يعنى أن سيناريو تأديب وإخضاع ومحاولة ابتزاز دول الخليج العربية قد دقت طبوله.
فى أقل من شهر يقع التفجير الثانى أو الثالث فى المنطقة، بعد الدمام فى المملكة العربية السعودية. اللاعبون بالنار ومحاولة إشعال دول الخليج من الداخل وتحويلها إلى منطقة صراعات واقتتال أهلى، اختاروا أدوات التنفيذ بدقة، ليس هناك أسهل من دق آسفين الفتنة الطائفية والمذهبية بين أبناء الدين الواحد، السنة والشيعة، وزرع الفتنة والشقاق والاقتتال بينهما، وهم يدركون جيدا مدى حساسية الأوضاع الاجتماعية والتركيبة السكانية المعقدة فى دولنا العربية الخليجية، فالمسلمون الشيعة يمثلون نسبة لا يستهان بها من السكان تتراوح ما بين 10 إلى 30 أو 40% أحيانا فى دول المجلس، ويتمتعون بنفوذ اجتماعى وسياسى واقتصادى.
تفجيرات الكويت وقبلها السعودية، والقلاقل التى سبقتها فى البحرين تعنى أن ثمة تحالف شيطانى يجمع بين واشنطن وطهران لتفجير الخليج وإدخاله نفق الصراعات والفتنة وتهديد أمنه واستقراره، وفرض السيطرة الكاملة عليه مرة أخرى، والدخول إلى الحظيرة الأمريكية والاعتراف بالنفوذ الإيرانى، فدول الخليج فى العامين الأخيرين بدأت فى التململ من علاقة الزواج الكاثوليكى مع واشنطن واتخذت مواقف وخطوات أزعجت الفيل الأمريكى، فالاتجاه شرقا إلى روسيا وغربا إلى فرنسا وعقد صفقات تجارية وعسكرية ونووية كبرى آثار القلق الأمريكى، العلاقات مع مصر ودعمها وعودة دور القاهرة فى المنطقة مرة أخرى لا يرضى إيران بالطبع، والتواجد المصرى عسكريا فى بعض دول الخليج، يفزع إيران بالطبع.
فالحل إذن هو استخدام المرتزقة الجدد فى المنطقة لتأديب كل من يحاول رفع راية العصيان. «داعش» أو ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية هو المرتزقة الجدد مثل البلاك ووترز التى توظفه وتستخدمه واشنطن أو إيران أو تركيا أو حتى قطر لتنفيذ عمليات إرهابية سواء للابتزاز السياسى أو تصفية حسابات.
لكن كل ذلك لا يجعلنا نغفل عن عوامل داخلية تهيئ الظروف وتجعلها قابلة للاشتعال، فهناك إصلاح اجتماعى وسياسى مطلوب فى الكويت وباقى دول المجلس لتقوية الجبهة الداخلية ووحدة الصف السياسى والاجتماعى فى وجه اللاعبين بنار الفتنة. والقادة فى الخليج يدركون ذلك. لا بديل عن المواجهة مع الإرهاب الأسود الآن داخليا وعربيا، حتى لا يقع الخليج فريسة فى شباك الابتزاز والخضوع.