لأن الله قضى ألا يجمعها على ضلالة..

شيخ الأزهر: الأمة فى إجماعها معصومة عند أهل السنة

الأحد، 28 يونيو 2015 11:17 ص
شيخ الأزهر: الأمة فى إجماعها معصومة عند أهل السنة الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الصحابة عند أهل السنة كلهم عدول، وسبب عدالتهم أنهم صحابة النبى- صلى الله عليه وسلم، والشيعة يخالفونهم فى هذا، ويرون أن الصحابة ينطبق عليهم ما ينطبق على باقى المسلمين، بمعنى إذا كان باقى المسلمين فيهم العادل وفيهم الظالم فهذا ينطبق أيضا على الصحابة، وفرقنا بين العدالة وبين العصمة، كما قلنا: إنه مع العدالة قد يمكن الوقوع فى الذنب، أما مع العصمة يستحيل الوقوع فى الذنب، فأهل السنة يرون أن الصحابة عدول لكنهم ليسوا معصومين، وذلك لأن العصمة عند أهل السنة مقصورة على الأنبياء فقط، أما الشيعة فإنهم يفتحون العصمة ويطلقونها ويصفون بها أئمتهم الاثنى عشر المعروفين.

وأضاف الإمام الأكبر فى حديثه اليومى، الذى يذاع اليوم على الفضائية المصرية قبيل الإفطار، أن أهل السنة أوقفوا العصمة عند الأنبياء والرسل فقط، إلا أنهم وصفوا بها الأمة إذا اجتمع علماؤها على رأى أو حكم أو وجهة نظر بعد دراسته والتمحيص فيه، فهؤلاء فى هذا الرأى معصومون من الخطأ، ولا يعنى ذلك أن شخص كل واحد من هؤلاء العلماء معصوم من الخطأ، لأن العصمة لمجموع الأمة وليس لأفرادها، وما تنتهى إليه من رأى فهى معصومة فيه من الخطأ.

وبين الإمام الأكبر أن تفخيم وتعظيم شأن الأمة على الرغم من عدم وجود دليل عقلي؛ لأن الأمة قد تجتمع على ضلال، وكثير من الأمم اجتمعت على ضلالات كثيرة فى التاريخ، وكان يمكن أن تجتمع الأمة الإسلامية على ضلال عقلاً، ولكن جاء الشرع الشريف ليستثنى أمة المسلمين من الوقوع فى الضلال، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما، أن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِى عَلَى ضَلَالَةٍ، وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الجَمَاعَةِ) وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أن النَّبِى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَجَارَ أُمَّتِى أن تَجْتَمِعَ عَلَى ضَلَالَةٍ)، فاجتماع الأمة على أمر يعنى أنها معصومة من الخطأ فيه، وبالتالى تثبت لها العصمة والعدالة فى أن هذا الأمر أمر صحيح وحق.

وأوضح الإمام الأكبر أن الإجماع هو المصدر الثالث للتشريع بعد القرآن الكريم والحديث الشريف؛ لأن النصوص فى القرآن والأحاديث محدودة، والحادثات كثيرة، ولا نهائية، لذلك أصبح هناك مصدر ثالث للتشريع هو الإجماع عندما تستجد أمور لا نصوص لها، فيجتمع العلماء ويفكرون ويبحثون فى هذه الأمور الجديدة لكى يخرجوا لها حكمًا، وهذا الحكم نتيجة لاجتماع العلماء، هو حكم شرعى مثله تماما مثل الحكم الشرعى المستنبط من القرآن أو المستنبط من الحديث، وبالتالى مصادر التشريع أربعة: القرآن والسنة والإجماع والقياس، فإجماع المسلمين على شىء حجة.

وأشار الإمام الأكبر إلى أن الشيعة يُضفُون العصمة على الأئمة، ويرون أن الأمة ليست معصومة فى أى رأى من آرائها إلا إذا حضر الإمام المعصوم فى الاجتماع، فهنا تستمد الأمة عصمتها من عصمة الإمام، وشدد فضيلته على ضرورة فهم هذه الاختلافات والفروق الدقيقة ما بين السنة والشيعة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

علم

للأجماع تفسيرات متعددة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة