كرم جبر

إخوان بأقنعة السلفيين

الأربعاء، 03 يونيو 2015 03:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«شالوا الحرية والعدالة جابو النور»، هكذا تمضى الأحداث، وأتوقع أن يحصل الحزب السلفى على 88 مقعدا أو أكثر فى مجلس النواب القادم، وأن يجلس برهامى وبكار ومخيون وأشرف ثابت وعبدالغفور على مقاعد الكتاتنى والبلتاجى وأبو بركة والعريان والبر، وأن نشرب من نفس الكأس، ورأيى أنه لا فرق بين «الأحزاب الدينية»، و«الأحزاب ذات المرجعية الدينية»، وأن «المرجعية» يتم التلاعب بمفهومها لتصبح ثغرة تتسلل منها الأحزاب الدينية إلى البرلمان.

«المرجعية» معيار جدلى حير العلماء والفقهاء، ومن الصعب التفرقة بين حزب دينى خالص، وحزب له مرجعية فقط، و«المرجعية» هى المعيار الذى نرجع إليه عند الاختلاف، وفى عالم الماديات هى أدوات للوزن والقياس والطول والعرض وغيرها، أما فى الفكر فالمسألة تختلف تماما، ولا يمكن قياس المبادئ والأفكار بالمتر أو وزنها بالكيلو، والصراحة تقتضى أن نسمِّى الأشياء بأسمائها الصحيحة، إذا كانت الرؤية واضحة وتستهدف تحصين البلاد ضد الخراب الذى يحدث فى المنطقة حولنا، ومنع توظيف الدين فى السياسة والسياسة فى الدين.

و«المرجعية» فى معناها المتفق عليه هى الإيمان بالقرآن الكريم والسنة النبوية، ولها مفهوم ورد فى ديباجة الدستور يؤكد «أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، وأن المرجع فى تفسيرها هو ما تضمنه مجموع أحكام المحكمة الدستورية العليا فى ذلك الشأن»، وهذا المفهوم الواضح لا يمكن المزايدة عليه وله آلية قانونية للتنفيذ، ويحتم على «أحزاب اللعب بالدين»، أن تخلع عباءتها الدينية وتنضوى تحت مظلة الدستور والقانون إذا كانت تريد العمل بالسياسة، الخطر الداهم الذى تتجسد ملامحه الآن هو عودة الإخوان بأقنعة السلفيين، وإغراؤهم بالقائمة الموحدة سعيا إلى تذويبهم بداخلها، وكل دروس الماضى والحاضر والمستقبل تؤكد أنهم غير قابلين للذوبان، وأن الديمقراطية مجرد عربة يمكن ركوبها مع الشيطان حتى تصل إلى الهدف، ثم يحرقونها بمن فيها، وليكن لنا فى تجربة السادات فى السبعينيات أسوة حسنة. نحلم بدولة مدنية حقيقية لا فرق فيها بين مسلمين يذهبون إلى المساجد وأقباط يذهبون إلى الكنائس، وترفع راية المواطنة عالية خفاقة، بدلا من الشعارات الدينية والرايات السوداء، وتؤسس لخطاب دينى معتدل يعكس سماحة الإسلام وسلميته، ويمحو الصورة السيئة التى ترسخت فى أذهان الغرب بسبب همجية داعش والقاعدة والحوثيين وبيت المقدس، وبقية فرق السفاحين الذين انتزعت من قلوبهم أبسط معانى الإنسانية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة