حتى الجنسية الأمريكية لا تمثل للإخوان أو أى من الإسلاميين شيئا. وقد حسموا قضية الوطنية، وبالتالى فإن خطبة محمد سلطان لأوباما محطة، لا تمثل قناعة، لكنها تكشف الكثير من التفاصيل التى ربما تفيد بعض شباب الجماعة ليتفهموا أنهم ضحايا للعبة هم فيها مجرد أدوات.
وقد حرص كثير من أعضاء وقيادات الجماعة على التجنس بجنسيات أجنبية، عصام الحداد وولده، مراد عبدالسلام وغيره من مستشارى الرئاسة، الجنسية من جهة محطة لا تمثل قناعة بوطن بديل ولا انتماء.
لدينا قصة عمر عبدالرحمن، مفتى الجماعات الإسلامية، ومحلل القتل الأول، ضغطت أمريكا للسماح لعمر عبدالرحمن بالهجرة إليها، وسنوات وتمت محاكمته بعد أن أفتى بتفجير مركز التجارة، وصدر عليه بالسجن مدى الحياة.
عبدالرحمن مثل مئات من الإرهابيين لجأوا للغرب، استنادا لقوانين الحريات، وبعضهم تورط فى عمليات إرهابية ضد مدنيين، وتم القبض عليهم هناك، واتضح أنهم يعتبرون هذا العالم دار حرب. ومازال بينهم من يجند لداعش ويشحن لجهاد النكاح من «جيتوهات».
المفارقة أن عشرات ومئات من الإخوان حصلوا على جنسيات أمريكية وأوروبية، وظلوا يعتمدون على نظريات سيد قطب وشقيقه محمد، كانت طوال الوقت تعتبر أن الجاهلية نقلها العرب الذين درسوا فى الغرب وعادوا لينشروا ما يراه الإخوان وتابعوهم أنه تغريب وإلغاء للهوية.
فى المقابل كان رفاعة الطهطاوى وطه حسين وتلاميذهما من الأساتذة الذين درسوا فى الغرب همهم هو نقل أفضل ما لدى الغرب من مبادئ رأوا أنها بالفعل تنتمى للإسلام، من المساواة والعدالة والحرية، وسعى عشرات الأساتذة من البعثات لتحديث بلادهم، بينما بقى الإخوان يحاربون هؤلاء ويعتبرونهم متغربين، وفى الوقت نفسه كانوا وهم يهاجمون العرب يسعون للحصول على جنسيته، والآن يحتمون بالغرب الذى طالما هاجموه واتهموه بالتآمر.
حتى الآن صلاح سلطان كان يقف فى رابعة ليعتبر أن هناك مؤامرة على الإخوان من أمريكا والصهيونية العالمية، بينما ابنه محمد يتحدث عن قيم الحرية التى أرساها الآباء المؤسسون لأمريكا.
محمد سلطان جاء من بلد الآباء المؤسسين فى أمريكا ليقف مع جماعة أبيه التى ترى أمريكا تنفذ مؤامرة صهيوأمريكية، وهل كان سلطان وهو يخاطب أوباما واضحا أنه ينتمى لجماعة تريد إقامة خلافة البنا فى أمريكا؟ وهل كان مستشارو مرسى من المتجنسين يؤمنون بقيم الآباء المؤسسين وهم يدعمون مشروع النهضة الوهمى الذى ظل آباؤهم فى جماعة الإخوان يعتبرونه مؤامرة وخرابا وشيطانية، بينما يستغيثون بالشياطين كل يوم؟
مصلحة الجماعة فوق الوطن والناس وحتى العقيدة، وهى التى تفسر العلاقة مع الآباء المؤسسين والأمهات والخالات.