عادل السنهورى

زيارة الرئيس والمصلحة الألمانية

الأربعاء، 03 يونيو 2015 10:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم يبدأ الرئيس السيسى واحدة من أهم الزيارات الرئاسية الخارجية لمصر، وربما تبدو الأهم بعد زيارة الولايات المتحدة الأمريكية، زيارة ألمانيا هى نجاح جديد للدبلوماسية المصرية لكسر العزلة الدولية على مصر بعد 30 يونيو وتتويج لنشاطها المتواصل بالاختراق الأكثر أهمية فى القلب الأروروبى فى برلين.
كل المؤشرات تؤكد أن الزيارة نجحت وحققت أهدافها قبل أن تبدأ، فالدعوة جاءت من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والموقف الألمانى شهد تغييرا ملحوظا خلال الشهور الماضية، وربما تحديدا منذ المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، ورغم استفزازات رئيس البرلمان وجهود الإخوان وتحركات قطر وتركيا لإفشال الزيارة والضغط حتى تتراجع ميركل عن دعوة رئيس مصر لبرلين، فإن المستشارة الألمانية أكدت إصرارها على الزيارة والترحيب بها.

قرار السياسة الخارجية الألمانية تحدده ميركل فقط رغم تعقيدات القرار السياسى فى الداخل الألمانى، وميركل تدرك أهمية زيارة السيسى لألمانيا وفقا لقانون السياسة التقليدى، قانون المصلحة أولا فى علاقات الدول وليس العواطف، وإذا كانت هناك مكاسب جمة سياسيا واقتصاديا لمصر من الزيارة وتحقيق الاختراق الأكبر فى الموقف الأوروبى بعد إيطاليا وفرنسا وإسبانيا واليونان وباقى الدول، فهناك مصلحة اقتصادية كبرى لألمانيا مع مصر تأتى قبل أى شىء دون اعتبار لحشد أو ضغط.

الاقتصاد الألمانى هو المحرك للسياسة الخارجية الألمانية، وبرلين تعتمد بشكل أساسى على الصادرات الخارجية وتعمل من أجل مصلحة شركاتها الكبرى واستثماراتها فى العالم، وهذا ما يفسر تأكيدات محللين اقتصاديين فى عدد من الصحف الألمانية الصادرة خلال اليومين الماضيين بأن زيارة السيسى فى مصلحة ألمانيا اقتصاديا قبل الأمور السياسية الأخرى.

إذن هى المصلحة الاقتصادية الألمانية، والاستثمار الألمانى فى مصر، فشركة سيمنس، كبرى الشركات الألمانية ستنفذ استثمارات بقيمة 8 مليارات دولار فى مصر لتنفيذ مشاريع ضخمة فى مجال الطاقة لإنتاج حوالى 13.2 ألف ميجاوات من الكهرباء، وهذا سيوقف التراجع فى أرباح الشركة الذى تراجع مؤخرا بنسبة 34 بالمائة وإعلان الشركة عن التخلص من 4500 وظيفة، وهو ما يقلق السياسة الألمانية فى إطار التراجع العام للاستثمارات الخارجية لألمانيا إلى 58 مليار دولار العام الماضى.

ألمانيا تريد الحفاظ على تدفق صادراتها إلى مصر والحفاظ على الفائض التجارى 5 مليارات دولار لصالحها.

إذن مرة أخرى المصلحة هى الأساس، ولا مانع من الاستفادة المشتركة، زيارة الرئيس مهمة لمصر ومهمة أيضا لألمانيا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة