فى 30 يونيو خرج الشعب المصرى بالملايين فى شوارع المحروسة وانتفض كالمارد العملاق لإنقاذ مصر من براثن عصابة الإخوان، دوت صرخة الملايين هادرة صاعقة ضد الطغيان، الذى أراد لمصر أن تكون دولة الفاشية الدينية والاحتراب الأهلى والانقسام الطائفى والمذهبى والميليشيات المسلحة. كان خروج الملايين ضروريا وحتميا بعد عام أسود كئيب من استيلاء جماعة العنف والإرهاب على حكم مصر فى غفلة من الزمان، وفى تسامح ورضاء غير طبيعى من المصريين الذين صدقوا أكاذيب الإخوان ونفاقهم وخداعهم ومنحوهم فرصة استثنائية للحكم، ظنت الجماعة وأعوانها أن التاريخ توقف وتجمد عند تلك اللحظة التى توهموا فيها أن جل أحلامهم طوال 80 عاما قد تحققت، وأن سلم الصعود إلى سدة الحكم قد تحطم، ولن يصعد عليه أحد من بعدهم، لعب هوى وهوس السلطة برؤوسهم، فسوف يحكمون لخمسة قرون قادمة ولن تستطيع قوة انتزاعهم من فوق العرش.
من السجن إلى القصر ومن الإرهاب والقتل إلى السلطة، جاء الإخوان والرئيس «الاستبن» إلى حكم مصر، لكن لم تمر سوى أسابيع قليلة حتى سقط القناع المزيف، وانكشف الخداع وذابت مساحيق الكذب عن ممارسات غبية للاستحواذ والسيطرة والأخونة، وحكم مصر باسم الفاشية الدينية ولصالح الملالى الجدد والزج بالبلاد فى أتون التقسيم الطائفى، واتخاذ قرارات لصالح الأهل والعشيرة، وارتكاب ممارسات سياسية كادت أن تؤدى بمصر إلى تكرار السيناريو السورى.
ارتكب الإخوان كل الخطايا فى الداخل والخارج، ونسوا الوعود والعهود، وصدرت قرارات «الاستبن» ضد إرادة الشعب ولصالح أعدائه، أفرج عن القتلة والإرهابيين وأصدر عفوا رئاسيا عنهم، واحتفل معهم بنصر أكتوبر المجيد، وصمت على مذابح الجنود فى سيناء على أيدى أنصاره وأتباعه، وحاصر الجهلة والفاشيين المحكمة الدستورية وعزل أكثر من 3 آلاف قاضٍ، وحاول تكميم الإعلام بحصار مدينة الإنتاج، ثم جاء الإعلان الدكتاتورى الذى جعل الشعب يتيقن من الهمجية والفاشية الإخوانية. جاءت 30 يونيو ثورة شعبية حتمية لتصحيح المسار، ثورة انحاز لها جيش الشعب لإنقاذ مصر من مصير مجهول تبدلت ملامحه لملايين المصريين فى أقل من عام سوف يكتب فى تاريخ مصر كصفحة سوداء لن يسمح الشعب بتكرارها. فى الذكرى الثانية.. المشوار ما زال طويلا حتى يتحقق ما خرج الشعب من أجله، والتلاحم والاصطفاف الوطنى والعمل والعرق والتضحية هو السبيل لتحقيق حلم الدولة التى نتمناها ونسعى إليها جميعا.. دولة العدالة والحرية.