قبل الوفاء بما وعدت به أمس، استوقفتنى قصيدة أودِن عن القانون، الذى احتكر «رجال القانون» الحديث عنه، تذكرت كافكا وقصته «أمام القانون» والتى ذهب بطلها شابا لمقابلة «القانون» وشاخ أمام الباب ومات قبل أن يقابله، لأنه ليس مسموحا لأحد بالدخول إليه، أنت أمام الفن العظيم عندما يتناول معنى نبيلا غامضا بعيد المنال، يقول أودِن بترجمة العراقى أديب كمال الدين:
القانون، يقول البستانيون، هو الشمس
القانون هو الشىء الوحيد الذى يطيعه كلُّ البستانيين
غداً، البارحة، اليوم.
القانون هو حكمة الشيوخ
يوبخ الأجدادُ الواهنون بحدّة،
فيخرج الأحفاد لساناً ذا صوت عالى الطبقة:
القانون هو أحاسيس الشباب.
القانون، يقول الكاهن مع نظرة كهنوتية
شارحاً للناس اللاكهنوتيين:
القانون هو كلمات كتابى الكهنوتى
القانون هو منبر وعظى وبرج كنيستى.
القانون، يقول القاضى وهو ينظر نظرة ازدراء
متكلماً بوضوح وصرامة شديدة:
القانون هو كما قد قلتُ لكَ من قبل
القانون هو كما أفترض أنكَ تعرف
القانون هو، فقط، دعنى أشرحه لك مرّة أخرى
القانون هو القانون.
مع ذلك، فالقانون، يكتب علماء القانون الثابتون،
ليس بالخطأ ولا الصحيح
القانون هو الجرائم
المعاقبة فى الأمكنة والأزمنة
القانون هو الملابس التى يرتديها الرجال
فى أىّ وقت، فى أى مكان
القانون هو صباح الخير ومساء الخير.
.....
أنا لا أستطيع القول ثانية بأنّ القانون
ليس بأكثر مما يستطيعون
فنحن نقمع الرغبة الكونية لنخمن
أو ننزلق من مكانتنا الخاصة إلى حالة لا مبالاة
رغم أننى أستطيع، على الأقلّ، أن أقيّد
فراغك وفراغى إلى حالة جبن
إلى حالة شبيهة بالجبن
فنحن سنتباهى على كلّ حال:
القانون مثل الحبّ، أقول
مثل الحبّ لا تعرف أين ومتى
مثل الحبّ لا نستطيع أن نفرضه بالقوة
أو نطيّره
مثل الحبّ نحن، دائماً، نبكى