القفاصة الصورة
التقت اليوم السابع ببعض القفاصة بأسوان والقادمون من محافظة الفيوم سعيًا وراء الرزق، حيث يصنعون الأقفاص الخاصة بتعبئة محصول المانجو.
فى البداية يقول (أحمد أحمد بيومي) لليوم السابع أنه وزملاءه يأتون كل عام من محافظة الفيوم للعمل بأسوان فى تصنيع أقفاص الجريد، التى يتم تعبئة محصول المانجو فيها، مضيفًا أنها مهنة شاقة وعائدها المادى ضعيف، ولكن لايعرفون أى صنعة أخرى غيرها، حيث ينامون فى نفس المكان، الذى يعملون فيه وهو - عبارة عن مظلة ينصبونها فى أطراف إحدى القرى بأدفو قبلى - شمال غرب محافظة أسوان ويتناولون وجباتهم فيها أيضًا، ويعانون فى ترويج وبيع منتجاتهم من الأقفاص.
وقال إن هذه الحرفة شاقة، حيث تسبب لهم آلامًا مزمنة فى الظهر والأطراف والغضروف وروماتيزم العظام، ولكونهم يستخدمون معدات خطرة مثل الساطور وغيره من أدوات القفاصة، مما يسبب لهم جروحا باستمرار، ويصل الأمر لبتر فى الأصابع وجروح وكسور، وينتج عن ذلك انقطاعهم عن العمل، ولا يقدرون عن الإنفاق على أسرهم، فالعمل فى القفاصة يمثل مخاطرة بكل المقاييس.
وكشف بيومى أنهم يجلبون جريد النخيل من محافظات قنا والأقصر وأسيوط، لأن جريدها أقوى بالمقارنة بجريد النخيل بمحافظة أسوان، الذى يتسم بضعفه، حيث يحرصون على تصنيع أقفاص قوية تتحمل نقل المحاصيل وحفاظا على سمعتهم، مهما كلفهم ذلك من أعباء مادية.
عملية صنع الأقفاص الصورة
زحف الأقفاص البلاستيك
وأكد بيومى أنهم كانوا فى الماضى يعملون فى مواسم عديدة بالإسكندرية والإسماعيلية، وشبرا النملة بطنطا، لكن واجهوا منافسة قوية من ظهور الأقفاص البلاستيكية والكراتين واجتياحها للأسواق والشوادر، رغم أن الأقفاص الجريد أفضل بكثير لحفظ ونقل الفاكهة بأنواعها، حيث انحصر عملهم فى النهاية لموسم واحد فى العام هو موسم جنى محصول المانجو بأسوان، والذى لا تزيد مدته عن ثلاثة شهور فقط - يقضونها فى الشارع - ثم يعودون لأهاليهم بمحافظة الفيوم لينتظروا الموسم، الذى يليه فى منازلهم بدون عمل، لافتا إلى أن شريحة لا تتجاوز الـ5% من العاملين فى هذه الحرفة متخصصون فى صناعة الكراسى والمناضد الجريد وغيرها، بينما الغالبية من أبناء المهنة يعملون فى صناعة الأقفاص.ويختتم حديثه لليوم السابع بأنه لا يتمنى أن يعمل أبنه فى صنعة القفاصة، التى ذاق فيها الذل والتعب طوال سنوات عمره ولم ير يوما راحة فيها، وأنه لايتمنى لابنه نفس المصير، حيث يتمنى أن يعمل ابنه فى أى مهنة إلا هذه المهنة، التى يصاب فيها الشاب بالعجز عند بلوغه سن الثلاثين.
ويضيف، أحمد حسين محمود، أنه منذ صغره فى صنعة القفاصة ويتفق مع زملائه فى أنها حرفة شاقة وليست ذات عائد مادى مجز ولكن لابد من السعى وراء الرزق مهما كانت المشاق التى سيتكبدونها.
المعلم أحمد بيومي الصورة
حلم الوظيفة
ويقول المعلم محمد رجب لليوم السابع: إنه يحلم بوظيفة حكومية بجانب حرفة القفاصة على أن يزاول القفاصة بعد العصر، مضيفا أن أغلب القفاصة يعانون بعد سن معينة، وخاصة الأربعين من قصور فى الذراع اليمنى وليس لهم أى مظلة يحتمون بها وجميعهم يعملون فى القفاصة منذ الصغر حرفتهم غير مربحة، وليس لها مستقبل .ويقول (سيد محمد إنه من صغر سنه، وهو فى صنعة القفاصة، حيث كان ينفق على نفسه منها وتوقف عن التعليم بالمدارس فى الصف الأول الإعدادى، وامتهن القفاصة، ويتمنى أن يعمل فى مهنة أخرى غير القفاصة لأنها مهنة متعبة تسبب تقوسا للظهر فى سن الشباب لأنه تعرض قبل ذلك لإصابات عديدة كان من نتيجتها انقطاعه عن العمل لفترات متفاوتة، وأضاف أنهم يبدأون يومهم من الفجر ويستمرون حتى ساعة متأخرة من الليل، خاصة أنهم يعملون فى موسم المانجو فقط، وبقية العام بدون عمل ودون مورد رزق، حيث ينتظرون هذا الموسم من العام للعام، وعن أبرز المعدات، التى يستخدمونها فى تصنيع الأقفاص قال هى الساطور والهلال والخفيف وخفة الدق واللقط والعلم.
شباب يتحدون المخاطر الصورة
شباب يتحدون المخاطر الصورة
المعلم محمد رجب الصورة
العمل في ظروف صعبة الصورة
تقطيع الجريد الصورة
معدات خطرة الصورة
مرحلة التقفيل