إبراهيم داود

الأستاذ عبدالوهاب

الخميس، 04 يونيو 2015 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الأستاذ محمد عبدالوهاب يقول، إنه من مواليد 1910، ولكن المؤرخ الموسيقى عبدالعزيز العنانى قال، إنه من مواليد 1902 وكذلك رتيبة الحفنى اعتمادا على ما قالته منيرة المهدية إن عمره كان 25 عاما عندما مثل أمامها سنة 27، سناء البيسى كتبت فى «الأهرام» مقالا رائعا قبل عامين، ضمن تجلياتها الشجية عندما تتحدث عن الموهوبين المؤسسين، كتبت عن «ابن عطفة الجداوى المبلطة بالحجر والنشع فى الشعرانى الجوانى، ربيب اللوحة الشعبية الناطقة بالزغاريد والعديد والصوات والآهات والنداءات وعيل تايه يا ولاد الحلال، وسط زحام الخلق وبيوت الناس المتساندة على آخر رمق قبل السقوط» لقد التقطت الكاتبة العفية سر العذابات التى تغلف روح عبدالوهاب ببساطة ويسر، وحكت حكاية تلقى عبدالوهاب خبر وفاة والده- كما قال لها- من أمير الشعراء أحمد شوقى وهما فى لبنان، وكان عنده حفل فى اليوم نفسه، فقرر أن يعتذر، ولكن طه حسين الذى كان يسكن على مقربة منهما قال له: «هل خلق الغناء للفرح فقط؟ ثم التفت مستطردا: لو لم تغن اليوم إذن متى تغنى؟» وغنى البلبل وشاهد الدموع تنهمر من عيون مستمعيه.

محمد عبدالوهاب سليل الأحزان القديمة المتجددة، والقادر على تجاوزها بموسيقاه الرشيقة الحادة الحنونة المباغتة، حمل على كتفيه بعد سيد درويش مسؤولية عظيمة، وهى أن يغنى الناس معه، أن يغنى الناس معا، أن يغنى نيابة عن الناس، عبدالوهاب ضرورة لتجاوز الألم، معه لا تحتاج إلى أصدقاء آخرين، سيمد روحك ويزيح التراب عن قلبك المزدحم بالآهات المكتومة، معرفته بالناس جعلته كبيرا، صوته قديم ومرفرف وخفيف وطيب، قادر على المشى معك، تشعر أنه اختارك أنت تحديدا ليغنى لك، لا تلتفت للذين يكرهونه، ويتهمونه باللصوصية، أو الذين يتحدثون فى السياسة، ويختصرونه فى اقترابه للسلطة، أولئك الذين لم يعرفوا شيئا عن منابع الألم الإنسانى الشفاف التى نهل منها ورشّها علينا أنغاما، أنت معه تستعيد مصر الصداحة الغنية بالأصوات الطازجة، مصر التى أنجزت فى الموسيقى والغناء ما يجعلها قوية ومنسجمة وفنانة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة