الخير لم يخرج من مصر فهى ممتلئة يقينا ندركه مما نراه فى فعل الخير والذى يعلن عن نفسه بكثافة وحضور قوى فى رمضان، فهناك عدد ليس قليل فى المؤسسات تقوم بأدوار حقيقية لتخفيف أعباء الناس فى مجالات مختلفة، سواء فى العلاج أو فى توفير رعاية بشكل أو بآخر أو بمشروعات بسيطة تحقق حدا أدنى مقبول من الدخل. نرى أفعال الخير فى التعليم والطعام وبناء البيوت وسداد الديون إلى جانب المؤسسات العلاجية المجانية، وإذا كنا نعرف الجمعيات الكبيرة فى هذا المجال فهناك أخرى أصغر موجودة فى كل المحافظات، ومؤكد هذا اتجاه عظيم وجهد جيد، ولكن الأداء يتشابه مع أداء الحكومة فلا توجد مظلة تجمع هذه المؤسسات، ولا توجد خريطة موحدة ومهمة ومعلنة للاحتياجات فى كل قطاع وتحديد الأولويات، مؤكد لا أحد يعلم من يقوم بهذا الدور هل هى وزارة التخطيط أو مجموعة من الوزارات تتعاون لرسم هذه الخريطة وإيصالها لجميع جهات الخير فى المجتمع المدنى، وتحديد هرم الاحتياجات والتنسيق بين هذه الجمعيات فى تقديم الدعم، بحيث لا تحدث ازدواجية وتحديد الأولويات الأصعب بحيث لا تكون هناك احتياجات مهمة مهملة نتيجة عدم العلم بها.
عندما تنتظم طاقات هذه المؤسسات الخيرية ستكون فاعلياتها عشرة أضعاف الوضع الحالى، بالإضافة إلى رد الفعل على هذا الأداء بالنسبة للمجتمع فما يحدث الآن جهد يضيع هباء دون أن يشكل تيارا عاما ودون الشعور بأن هناك فى المجتمع قلوبا وعقلا ترى وتدعم الأضعف والأكثر احتياجا، فعل الخير فى مصر يتواضع رغم ضخامته، لأن الأداء فيه يتم من خلال فصائل متناثرة كل فصيلة تحارب فى معركة صغيرة بدلا من تكوين جيش قوى للخير له تأثير فعال ونتائج واضحة فى تغيير واقع ممتلئ بالتعاسة والاحتياج. إذا كانت هناك مظلة تجمع هذه المؤسسات المؤكد أنهم سيملكون أسلحة عظيمة تخوض بها مصر حربها الكبيرة ضد الفقر والبطالة والانتصار فى هذه الحرب إنجاز عظيم لصالح الوطن والمواطن.
عندما تكون هناك مظلة تجمع مؤسسات فعل الخير وتتحرك هذه المؤسسات وفق خريطة وأهداف واحتياجات ومشروعات صغيرة سيكون لهذه المؤسسات دور مواز لما تقوم به الدولة، وربما يصبح أهم، ولذلك يتعين عليها أن تدعم هذه المؤسسات والتى تتجلى أهميتها فى كونها غير حكومية فهذه ميزة عظيمة تعنى التحرر من الروتين القاتل والإجراءات البطيئة والمعقدة، ويستطيع هذا القطاع الوصول لفئات من الناس لا تستطيع الحكومة الوصول إليها، فعل الخير فى مصر يستطيع صنع فارقا كبيرا عندما يكون الجهد به تنسيق ودقة وتنظيم التكافل الاجتماعى والرضا من الناس أحد الأسلحة فى مواجهة الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة