ربما كانت أبرز لقطات زيارة الرئيس لألمانيا هى استكمال مناقشته مع المستشارة الألمانية ميريكل علنا فى المؤتمر الصحفى، وحرصه على توضيح وجهات النظر المصرية حول القانون ودرجات التقاضى والأحكام الغيابية، وكان حديثه عن أحكام القضاء توضيحا، بالطبع بدا نوعا من الشجاعة للمراقب العادى، لكنه لن يصل لمن اتخذوا موقفا مخاصما أو غاضبا، ومن المفارقات أن من انتقدوا الأحكام فى الداخل فعلوا ذلك بناء على الرأى الخارجى، وعندما تحدث الرئيس قالوا: إنه يتدخل فى أحكام القضاء.
ومن زاوية أخرى كان الرئيس يرد على تساؤلات وانتقادات متداولة فى الإعلام والصحافة الألمانية، وهو دور يفترض أن تقوم به جهات ومؤسسات مثل هيئة الاستعلامات والسفارات التى يفترض أن يكون التوضيح والرد من مهامها، وربما يكون لردود الرئيس تأثير، لكنه كان كاشفا لعجز جهات ومؤسسات مختلفة.
كان هناك انتقاد لتشكيلة الوفد المصاحب للرئيس، وهو وفد تم انتقاؤه من قبل رجال أعمال ولم تنفق عليه الرئاسة، وانتقد البعض وجود فنانين ضمن الوفد، وبعض من تناولوا هذا الأمر تورطوا فى سخرية غليظة وإهانة وليس انتقاد، ومهما كان الخلاف لا يفترض أن يصبح الأمر بهذا القدر من السخرية السخيفة والتقليل من قيمة الفن، وبعض من يتطاولون يصفقون للسينما وللفنانين الأجانب وكل ما هو أجنبى.
فيما يخص اتساع أو ضيق الوفد، فقد كان هناك من ينتقد لاستبعاده من الوفد، ورغبته فى أن يكون موجودا، بينما كان انتقاد البعض من باب الحرص على الصورة، وهو خلاف يمكن الأخذ والرد حوله.
الأهم أن الكثير من الجدل على صفحات التواصل ركز على كل ما هو فرعى وهامشى، وقليلون هم من توقفوا عند الزيارة، والسبب أن أحدا لا يغير وجهة نظره، نفس من هم مؤيدون لا يرون خطأ، والإخوان لا يريدون رؤية شىء، والمستبعدون غاضبون حتى إشعار آخر، لدرجة أن بعض مؤيدى مبارك ومرسى أصبحوا بقدرة قادر طالبى قرب.
أما الانتقاد لسلوك بعض المؤيدين والمرافقين للرئيس ممن يصفقون فى مؤتمر صحفى أو يهللون فى مؤتمر عام، فهؤلاء يصبحون كالدبة التى تضر أكثر مما تفيد.
أما الإخوان فهم كتنظيم وجماعة، لا يستطيعون أن يغيروا من طريقتهم الفظة.. الشتائم والسب، فى أمريكا وألمانيا وأوروبا نفس السلوك، وفى ألمانيا كان يتم استئجار عرب أو أتراك يشتمون بالعربى، ويرفعون شعارات سياسية أمام الأجانب، ليكشفوا عن شعور بالدونية، ومثل كل مرة فشلوا فى تنظيم استعراض يلفت النظر أو يقدم إبداعا فنيا أو إنسانيا، لافتا إلى أنه يشرح قضية وبدا غضبهم كاشفا عن نجاح مصرى، وهو نجاح يحتاج مخلصين وليس مؤيدين ولا مصفقين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة