زيارة الرئيس السيسى لألمانيا كانت كاشفة لأشياء كثيرة تدعو إلى الاستفادة منها، وما يهم هنا القصور الإعلامى والدعائى والتواصل السياسى مع النخب السياسية والإعلامية والثقافية والحزبية أيضا فى ألمانيا، وفى باقى دول العالم، وبشكل خاص فى عواصم الدول الكبرى. الرئيس نفسه فى المؤتمر الصحفى مع المستشارة الألمانية ميركل قال إن هناك قصورا بالفعل فى توضيح الحقائق حول القضايا التى استغلتها جماعة الإخوان وإعلامها الكاذب لإقناع الساسة والإعلام الألمانى بها، وهذا ما حدث طوال الفترة الماضية منذ 30 يونيو، ورغم الجهود الدبلوماسية المبذولة لكسر العزلة الدولية حول مصر وما حققته من نتائج هائلة، إلا أن هذه الجهود تحتاج إلى جهود موازية لتحقيق النجاح الكامل.
الواضح أن هناك قصورا إعلاميا كبيرا فى الخارج، وكشف أننا فى حاجة إلى إعادة النظر فى مؤسسات إعلامية فقدت دورها وفشلت فى تطوير أدواتها، واستمر أداؤها بنمط تقليدى عقيم كان يلائم مراحل سياسية معينة فى الستينات وحتى الثمانينيات، لكن مع ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبداية ما يعرف بحروب المعلومات أو الحرب الذكية أصبح ضروريا ومهما البحث عن أدوات وآليات إعلامية جديدة.
هيئة الاستعلامات بجيشها الجرار من العاملين فيها وإمكاناتها الكبيرة فشلت فى المهمة، ربما لأسباب تتعلق بطبيعة الأهداف المحددة لها والقوانين واللوائح التى تحدد طريقة عملها وتحركها، لكن هذا لا ينفى أننا خسرنا معركة الإعلام الخارجى حتى الآن، ونجح الإخوان على الطريقة اليهودية فى الوصول إلى وسائل الإعلام الأجنبية.
للأسف إعلامنا المحلى مشغول «لشوشته» بقضايا هامشية وصراعات وهمية ولم يتمكن من مد نفوذه وتأثيره إلى العمق الغربى فى أوروبا أو أمريكا، ونحن نتحدث مع أنفسنا فقط، ونخاطب الرأى العام الداخلى، وفى زيارة ألمانيا لم تنجح وسيلة إعلامية واحدة فى التحاور مع مسؤول ألمانى واحد، واستضافت بعض برامجنا نفس الأصدقاء والوزراء المصريين. هل القضية تحتاج إلى إعادة تشكيل هيئة الاستعلامات وتحويلها إلى جهاز إعلامى خارجى يعتمد على الكفاءات وليس المحاسيب والوساطات وأهل الثقة؟ وتغيير اللوائح والقوانين التى تعرقل عمله؟ أم نحتاج إلى تشكيل إدارة إعلامية جديدة؟ أم نلجأ إلى الشركات العالمية فى مجال العلاقات العامة والإعلام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة