هناء عبد الفتاح

عن حبل المشنقة الذى لا ينتهى الكلام عنه أبدًا

السبت، 06 يونيو 2015 10:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن ينتهى الجدل المثار حول عقوبة الإعدام، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وجهات النظر فى هذه المسألة بين المؤيدين والمعارضين لا تعد ولا تحصى وجميعها منطقية ومقنعة ومقبولة وهوة أمر يصعب مهمة أى شخص باحث فى المسألة يريد تكوين وجهة نظره الشخصية ليحسم بها موقفه، عن نفسى لم أستطع الهجوم على آدمية مؤيديه، ولم أستطع رمى رافضيه بالظلم والجور، فبين وجهات النظر المؤيدة وجدت نصوصا واضحة وصريحة ومباشرة فى القرآن تقر عقوبة الإعدام، وتؤكد على المغزى من فكرة القصاص وتوضح أنه عدل الله على الأرض، الذى يشفى الصدور ويحقق عنصر الردع ويساهم فى نشر ثقافة العبرة والعظة، ويحقق فكرة المساواة بين الأرواح البشرية فى القيمة، وأن العين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن، وأن كل الجروح قصاص_ وده كلام سليم جداااااا_، وبين وجهات النظر المعارضة وجدت أن عقوبة الإعدام لا يجوز أن تطبق فى مجتمع اختلطت فيه معايير العدالة واضطربت فيه رؤية الناس لمنظومة القضاء وتشوشت آليات جمع الأدلة والبراهين على ارتكاب الجريمة من عدمه، ووجدت أن الحدود فى الإسلام كثيرة جدا ومنها رجم الزانى وقطع يد السارق، ومع ذلك كلها لا تطبق وفقط الإعدام هو المتاح، وهذا ما يؤكد أن التعامل مع الشريعة الإسلامية يمشى وفق أهواء صانع القرار فأخذ من الشريعة الإسلامية ما أخذه وترك ما تركه_ وده كلام صحيح جدا _، إذن ما الحل؟ كيف يمكن تكوين وجهة النظر الأصح؟، مزيد من البحث قد يحسم، لكن البحث هذه المرة لابد أن يخرج عن إطار وجهات النظر والعناوين العريضة، البحث يجب أن يتطور ليلمس عمق الحقيقة ويكشف بالتجربة العملية هل عقوبة الإعدام مقبولة أم مرفوضة، البحث على اليوتيوب فى فيديوهات الثكالى بفقد فلذة الكبد، وأنا هنا لا أتحدث عن أمهات الشهداء أو الأمهات عموما فقط، أنا أتحدث عن رجال استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من قهر الرجال وذاقوه بعد فراق السند، وأرامل من الجنسين ضاع منهم السكن فى لحظة قاد فيها الشيطان إخراج المشهد، وعن أيتام من الجنسين أيضًا كتب عليهم أن يعيشوا باقى العمر بلا أمن ولا أمان حقيقى، المسألة أوسع من أن تحجم فيما تفعله يد الإرهاب الأسود، المسألة تقاس بحجمها الطبيعى عندما تقع جريمة إزهاق روح _ فى أى مكان وتحت أى ظروف- عمدا مع سبق الإصرار والترصد، التعايش التام مع التفاصيل، التى تلهب الصدور نارا وحزنا هو الحل، هيأ نفسك لتعيش الظروف والأجواء، كما يعيشها أصحابها وبدل الأماكن لتكون مكانهم، وعندما تسمع خبر إعدام الجانى ستحضرك مشاعر معينة تستطيع من خلالها حسم موقفك من حكم الإعدام، لو شعرت بالارتياح فأنت مؤيد رغم منطقية كل وجهات النظر الرافضة، ولو شعرت بالقرف فأنت معارض رغم منطقية كل وجهات النظر المؤيدة، وفى كل الأحوال سواء كنت مؤيدا أو معارض لا تنس أن قانون الطبيعة نفسه يؤكد أن لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه، إذن المشكلة الآن ليست فى أن تضع الحيرة جانبًا، وتحدد إذا كنت مؤيدا أو معارضا، المشكلة الآن لو كنت مؤيدا تارة ومعارضا تارة، لو كنت تؤيد الإعدام لمن ارتكب جريمة معينة وتقيم الحجج الداعية لموته لمجرد أنه خصمك أو مختلف معه سياسيا، ثم تعارض الإعدام لمن ارتكب نفس الجريمة وتقيم الحجج الرافضة لموته لمجرد أنه حليفك لو كنت هذا الشخص فنصيحة لا تتحدث عن عقوبة الإعدام مع أى كائن حى ولا حتى مع نفسك لأنك فى لحظة ما ستنظر فى المرأة لترى أقبح خلق الله وأبغضهم، سترى شر البرية!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة