بكيت ومثلى ملايين المصريين فى 6 أكتوبر 2012، ونحن نرى المعزول محمد مرسى يركب سيارة الرئيس السادات المكشوفة، ويطوف بها استاد القاهرة للاحتفال بذكرى النصر، وكأنه من صنع النصر، ويرفع يديه لأهله وعشيرته مختالا كالديك الرومى المنفوش، وحوله قتلة السادات من أعضاء الجماعة الإسلامية يجلسون فى الصفوف الأولى، عبود الزمر، وصفوت عبدالغنى، وطارق الزمر، ونصر عبد السلام، بينما لم يحضر الأبطال الحقيقيون من ضباط القوات المسلحة.. بكينا على القائد المقتول فى قبره والقاتل يسرق نصره، ويعلن قيام دولة الإخوان وتنصيب نفسه بطلا للعبور الثالث، وحزنت جدا لجيهان السادات وابنها جمال، لقبولهما تمثيلية التكريم من قتلة زوجها ورئيسهم، ولو رفضت لاستحقت من كل مصرى اسمى آيات الشكر والتقدير.
كان يوما سيئا ووضع المصريون أيديهم على قلوبهم، خوفا من أن تكون الجماعة الإرهابية قد نجحت فى اختراق الجيش، وهو خط الدفاع الأخير لاستعادة مصر وتحريرها من أعداء هم عليها أكثر قسوة من إسرائيل.. ومر أمامى شريط البشرى والأمل فى حفل ذكرى تحرير سيناء فى جامعة المستقبل- الذى لم يدع فيه لص انتصار أكتوبر- ومثقفو مصر وفنانوها يبكون بالدموع الساخنة، وهم يستمعون لأوبريت «فى حب مصر»، ويقولون لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى: «مصر أمانة فى رقبتك، اوعوا تسيبوا مصر، بلدنا بتضيع، أخوك الشهيد بيقولك خلى بالك من مصر»، والسيسى يهدئ من روعهم ويقول لهم: «اوعوا حد فيكم أو فى مصر كلها يقلق على مصر.. إيدينا تتقطع لو اتمدت عليكم».. ولكن الخونة استهانوا بالخوف وقابلوا الدموع بالسخرية والتريقة، أيام سوداء- لا أرجعها الله- جثمت على صدورنا كالأحجار الثقيلة، كان فيها الوطن على حافة الحرب الأهلية والشعب على شفا الانهيار، ولولا خروج الملايين فى 30 يونيو ووقوفهم خلف السيسى، لكان المعزول وأهله وعشيرته والقتلة والإرهابيون، هم الآن حملة الأوسمة والأنواط والنياشين ولصوص الانتصارات والتضحيات، وأعلن المرشد الأعلى بديع قيام ولاية حماس فى سيناء، وتنصيب البلتاجى مسؤولا عن الأمن القومى، وترشيح خيرت الشاطر رئيسا للبلاد فى الانتخابات المقبلة.. ولكن شاء الله أن يُكتب لمصر عمر جديد.