المعلن منذ شهور أن هناك تحالفا دوليا تقوده الولايات المتحدة يواصل بشكل يومى قصف مواقع تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق، وخصوصا فى العراق، والمعروف أن تنظيم داعش محصور بين الجيش السورى والعراقى فضلا عن قصف الحلفاء، لكن، وياللدهشة، فإن كل هذه الشهور من القصف والضرب ولايزال التنظيم مستمرا يواصل حروبه ويجتاح مدنا عراقية بل يحصل على أسلحة من المدرعات من الجيش العراقى، وآخرها ما يتجاوز ألفى مدرعة جديدة أخذها «داعش»، وكأن هناك من سلمها يدًا بيد.
يضيف إلى الدهشة، أن التنظيم لم يعد مجر عصابات تمارس الإرهاب وتختبئ، لكنه أصبح له تمركزات معروفة ويحصل على البترول ويبيعه من خلال تركيا علنًا، ويدخل قيادات داعش ويخرجون من تركيا، بل يحصلون على السلاح الحديث بشكل مستمر، فضلاً عن العلاج.
الدهشة فى غير ذات محل إذا كانت الولايات المتحدة هى التى أنشأت تنظيم داعش و«النصرة»، تحت دعاوى مساندة الثورة السورية، فانتقت للمصادفة دعم الإرهابيين المجلوبين من أنحاء العالم، وبالطبع قدمت أمريكا لهم السلاح، فى حين قدمت قطر والمملكة الدعم المادى، بينما تركيا تولت الدور اللوجستى والتسليحى والتدريبى، ولاتزال تحقيقات تجرى مع ضباط حدود أتراك لأنهم من دون قصد قبضوا على شحنة سلاح كانت موجهة من المخابرات التركية لتنظيم داعش.
والأهم هنا أيضا أن داعش تحقق انتصاراتها بفضل الطائفية التى تم تعيمها فى العراق ونشرت الشك والطائفية داخل العراق، ودفعت عددا من العراقيين ليس بقليل وبعضهم من قيادات الجيش الذى فككه الأمريكان بعد غزو العراق 2003، للالتحاق بالتنظيمات التى تزعم أنها سنية، بينما هى جزء من آلة حرب منصوبة ومستمرة إلى ما لا نهاية.
كل هذه العناصر تفسر لماذا يستمر تنظيم داعش فى النمو وسط هذا القصف الذى يفترض أنه متواصل لتنظيم له أماكن معلومة، فضلا عن أنه لا يمتلك دفاعات جوية، ومع هذا يبدو أكثر قوة مع استمرار الضربات الجوية الأمريكية، وكأن القصف يمنح تنظييم داعش المصل واللقاح الذى يساعده فى مواصلة نموه. بل هناك تقارير عن طائرات تلقى أسلحة على مواقع داعش، وليس قنابل.
كل هذا ربما يشير إلى أن هناك غيابا للجدية من قبل أمريكا فى مواجهة داعش وباقى التنظيمات الإرهابية، لأنها ترتبط معها بروابط مختلفة. فضلا عن استمرار التدفقات المالية، ونفس الأمر يظهر فى التسامح الأمريكى والأوروبى مع التنظيمات المسلحة فى ليبيا التى تلتهم مستقبل الشعب الليبى، بينما تبدو الدول الكبرى عاجزة، مع أنها، وياللمصادفة، أنهت العراق وفككته خلال أقل من شهرين، بينما تمنح «داعش» قبلات حياة ومصلا ولقاحا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة