تحول إعلاميو التوريث بعد أربع سنوات من ثورة يناير إلى حكماء، تفتح لهم كل يوم شبابيك جديدة يطلون من خلالها على الناس، فى الفضائيات وفى الصحف، هم يقدمون أنفسهم للنظام بطرائق متنوعة ولكنها قديمة، هم يعرفون أن محاربة الخصوم التى تحاربهم الدولة تعنى الرضا كله، ليس كراهية فى هؤلاء الخصوم، ولكن بحثا عن موضع قدم فى المشهد الجديد، يعتقدون أن النظام الذى يتشكل يبحث عن وجوه جديدة تنفذ الأوامر، وتوحى لرأس الدولة بأنها تقف إلى جواره فى المعارك المصيرية التى تحتاج إلى رجال، لا مانع من اغتيال المختلفين فى الرأى معنويا، واتهام أشخاص يعرف الجميع أنهم حريصون على الصالح العام «رغم اختلافنا مع كثيرين منهم» بالعمالة والتفريط، وما إلى ذلك من مفردات النظم الشمولية، هم يحاولون تقديس الرئيس الذى لم يطلب من أحد تقديسه، ويحاولون تشويه ثورة يناير التى يعتبرها الرئيس والدستور ثورة عظيمة، بعضهم يحاول أن يوحى للآخرين أنه صاحب دور نضالى، وأنه تصدى للفاشية الدينية، ويضع صورا له وهو يحمل علم مصر، الشعب هو الذى ثار على مبارك ونظامه، وهو الذى أطاح بالإخوان، ولا يوجد لأحد جمايل عليه، ولا يوجد أبطال غير الشهداء، والمعركة الطويلة ضد الإرهاب فى سيناء يخوضها أبناء العمال والفلاحين والموظفين والصيادين من هذا الشعب من الذين لا يظهرون فى التليفزيون، يخوضونها بمسؤولية ونبل، ولا يقولون للسيسى نحن نفعل هذا من أجلك، الجرائم التى ارتكبها الإعلاميون المتحولون تحتاج إلى محاكمات أخلاقية، الذين كانوا يعتبرون الخارجين على مبارك خونة، والذين أثروا بسبب اقترابهم من نظامه ورجال أعماله، هم الذين يحددون الآن من هو الوطنى ومن هو الخائن؟ ويتحدثون عن الانفلات الإعلامى، هم الذين وضعوا أسس هذا الانفلات، وهم الآن الذين قللوا نسبة الأكسوجين فى الجو، وأشاعوا الخوف والإحباط بين الناس، نحن ضد المعارض الذى يتقاضى أموالا من الإخوان ومن المنظمات الدولية لكى يعارض، وهذا لا يعنى أننا مع الذين يزيفون الحقائق ويدعون أننا فى أحسن حال.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة