حلم السوق الأفريقية يبدأ من شرم الشيخ

الثلاثاء، 09 يونيو 2015 10:21 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غداً الأربعاء من شرم الشيخ تبدأ الخطوات الفعلية لتحويل الحلم إلى حقيقة.. الحلم بإقامة سوق أفريقية موحدة من الكاب إلى القاهرة، والحقيقة فى التوقيع المقرر غداً فى المدينة المطلة على البحر الأحمر على اتفاقية للتبادل الحر تشمل ثلاث كتل إقليمية تغطى كامل النصف الشرقى للقارة الأفريقية. منذ الأحد الماضى وكبار المسؤولين بـ26 دولة أفريقية يجتمعون فى شرم الشيخ، تحضيراً للقمة التى ستعقد غداً بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى ورؤساء الدول الأخرى، للتوقيع على اتفاقية للتجارة الحرة تضم الدول الأعضاء بالتكتلات الاقتصادية الكبرى فى القارة السمراء، فمدينة شرم الشيخ ستشهد غداً ميلاد «منطقة التبادل الحر الثلاثية الأطراف»، أى السوق الكبيرة المشتركة التى تضم 26 من 54 بلدا أفريقيا وتنشئ إطارا نحو تعريفات جمركية تفضيلية، وستضم هذه المنطقة السوق المشتركة لدول جنوب وشرق أفريقيا «كوميسا» ومجموعة شرق أفريقيا ومجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية «الساداك»، أى ما يزيد عن 625 مليون نسمة وأكثر من ألف مليار دولار من إجمالى الناتج المحلى.

الاتفاقية ستعطى للقارة السمراء وضعاً خاصاً ربما يجعلها قريبة من الوضع المتميز للجارتين آسيا وأوروبا، اللتين يتمتعان بتفاهم وتقارب اقتصادى وتجارى تفتقده القارة السمراء التى مازالت تعانى من تدابير بطيئة على الحدود وإجراءات الجمارك وتكاليف تجارية باهظة تفوق سواها فى مناطق أخرى، رغم ما تمتلكه الدول الأفريقية من إمكانيات وموارد تفوق كثيرا ما تمتلكه أوروبا على سبيل المثال، لكن لطبيعة الإجراءات البيروقراطية التى تحكم عمل الدول الأفريقية فإنها تعانى من أوضاع اقتصادية صعبة.
والملاحظ فى هذه الاتفاقية أنها تضم أقصى دولة فى الشمال الأفريقى وهى مصر، مع أقصى دولة فى الجنوب وهى جنوب أفريقيا، وهما أيضاً دولتان صاحبا اقتصادين الأكثر تطورا فى القارة، بالإضافة إلى بلدان أخرى حيوية مثل إثيوبيا وكينيا، بما يعنى أن هذه القمة وما تنتجه من اتفاقية سيكون لها أثر إيجابى نحو التفكير فى أن تشمل هذه الاتفاقية بقية دول القارة، خاصة التى تشهد نمواً متصاعداً مثل نيجيريا التى ليست عضواً فى أى من التكتلات الثلاثة.

لعل أهم ما يميز قمة شرم الشيخ رغم أنها ليست الأولى للتكتلات الثلاثة، أن مصر لديها الإرادة والرغبة الحقيقة لتكثيف التعاون التجارى بين دول القارة السمراء، وهو ما وضح من توجهات السيسى الذى اختار سياسة التعاون مع القارة السمراء بدلا من سياسة التجاهل التى سيطرت على الفكر المصرى طيلة السنوات الماضية، وهو ما يدعو للتفاؤل بشأن نتائج ما ستثمره قمة شرم الشيخ.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة