كان أعداؤك قديما يحاربونك عسكريا بالجيوش والعتاد، كانت مواجهة صريحة واضحة المعالم وأماكن القتال وكانت الشعوب فى منأى عن هذه الحروب فكريا، وكان التأثر اقتصاديا كبيرا وكانت الشعوب تستطيع ربط الحزام ومواجهة أوجاع هذه الحروب. ولكن مع مرور السنوات وتطور التكنولوجيا، وكذلك تطورت أساليب الحرب وتغيرت كثيرا وصار أعداء الأمس يتظاهرون بالصداقة والمصالح المتبادلة ولكن كل منهم يخفى أسلوب المواجهة من الداخل.
تطورت كثيرا هذه المواجهة من الداخل، حيث أصبحت مواجهة مدروسة ومعلومة النتائج ومضمونة وفى نفس الوقت آمنة على هؤلاء الأعداء لأنهم لا يتصدرون المشهد وبدون إطالة أكثر اوضح أن العدو يحاربنا بنا نحن، نعم بأبناء الوطن عن طريق بناء قوتين على أرض الوطن يحاربون بعضهم بعضا مستخدمين أحدث وسائل الاتصال والانتقال السريع للمعلومات تلك القوتان هما قوة الانحلال وقوة التشدد واصطدام القوتين معا يحدث صراعا كبيرا والخاسر الاكبر هو الوطن، هو هدم مثالى وبدون مجهود كبير أنها حرب فكرية.
لو نظرت للمشهد بأسلوب موضوعى ودراسة متأنية وقراءة جميع الأخبار ستجد القوتين فى كل شىء وهما كالآتى:
1 - قوة الانحلال وتدعو إلى خلع الحجاب والتحرر بحجة مواكبة الغرب الناجح فى وجهة نظرهم وأنه نجح بالتحرر وليس بوضع القيود الدينية كما تنص تعاليم الدين الإسلامى فترى هذه المخرجة التى تدعو لممارسة الجنس قبل الزواج ولها شطحات غريبة ومنحرفة فى نفس الوقت.
وبرامج تليفزيونية تافهة تمتلئ بمظاهر الترف المستفز لطبقات تعانى من تدهور اقتصادى أو برامج تتخذ أسلوب البجاحة والأسئلة الخارجة فى مواجهة الضيف الذى يرد بكل ما أوتى من قوة أيضا بسبب مناقشته فى اموره الخاصة على الشاشة الصغيرة ومواقع الإنترنت الإباحية وهذا السيل المنهمر من الراقصات فجأة وكأن مصر تحولت لملهى ليلى كبير والغرض كله المكسب المادى فقط تلك كانت قوة الانحلال.
2 - قوة التشدد والسبب فى وجود هذه القوة انحسار دور الأزهر الشريف فنحن إلى الآن لا توجد قناة تليفزيونية تحت رعاية الازهر مما أدى إلى متابعه الناس لبرامج شبه دينية يتصدر التقديم فيها لمجموعة من الهواة لشرح تعاليم الدين والفتاوى السريعة إلا من رحم ربى فهناك برامج محترمة لشيوخ وفقهاء نفخر بهم فى مصر ولكن ليست بالعدد المطلوب لمواجهة برامج دينية ضعيفة لوثت عقول الناس وهذه القوة المتشددة أثارت الرأى العام بفتاوى متشددة ظنا منها انها تواجه قوة الانحلال فأثرت بالسلب لا بالإيجاب وأدت لهروب الناس عن الدين لأنهم شعروا أن الاقتراب من الدين سوف يؤثر على حياتهم الطبيعية وتكونت لديهم وجهة نظر أن الدين عبارة عن قيود حديدية ستفقدهم متعة الحياة وهذا منافى تماما لصحيح الدين الإسلامى الوسطى وبسبب هذه القوة المتشددة ألحد الكثير من الشباب وهذه كارثة أن يلحد شباب فى بلد الأزهر.
وفى النهاية أتساءل هل هناك قوة وسطى معتدلة تستطيع مواجهة القوتين السالف ذكرهما.هل تستطيع هذه القوة أن تتابع برامج دينية صحيحة عن طريق قناة تليفزيونية تتبع الأزهر الشريف هل هناك تيار فنى يستطيع الحفاظ على وجود هذه القوة المعتدلة. من يستطيع أن يجيب على هذه التساؤلات.
شخصان يتشاجران - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة