الحرب تدور على كامل الكرة الأرضية، ولم يعد خافيا وجود روابط بين هجمات الإرهابيين فى سيناء وبين إرهاب داعش فى العراق وسوريا وليبيا. وربما كان تزامن هجمات إرهابية فى الكويت وتونس وفرنسا كاشفا. تنظيم بيت المقدس فى سيناء أعلن مبايعته لداعش وخليفته أبو بكر البغدادى. وداعش تتلقى ضربات غير جادة من أمريكا وأوروبا. ويبدو أن الغرب صحا على صدمات وقد اعتاد أن الإرهابيين يأتون من العالم الثالث فقراء ومتخلفين لكنهم وجدوا أبناءهم وبناتهم بريطانيين وفرنسيين والمان وبلجيكيين يتركون أسرهم لينضموا للإرهابيين. وليسوا جميعا من أصول عربية وإسلامية، بعضهم أوروبى لجيلين وأكثر.
المواطنون يطلبون من حكوماتهم إعادة أبنائهم. لكنهم يصدمون بتعقيدات علاقات بلادهم بالإرهاب، الصحف البريطانية تتحدث عن هانى السباعى المتهم بالإرهاب فى مصر وحاصل على لجوء منذ التسعينيات ولديهم معلومات عن أنه معلم التونسى سيف الدين الرزقى مرتكب مجزرة سوسة بتونس، والبريطانى محمد الموازى أو «الجهادى جون» أشهر قاطعى الرؤوس فى داعش.
السباعى بدأ إرهابيا محليا بمصر وأصبح عابرا للقارات، لاجئ يعيش على مساعدات بريطانية تبلغ 80 ألف دولار سنويا، ويدعو عليها بالهلاك والخراب كما تقول الصحف البريطانية. وعندما سألته ديلى ميل رد: اسألوا رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. البريطانيون يسألون عن الحكمة من الإبقاء على متعصب يدعم الإرهاب ويشارك فيه ويلعب أدوارا فى التجنيد والدعاية. وتبرر السلطات البريطانية ذلك بأنها ترفض تسليمه خوفا على حياته. وهى حجة وجيهة لكن أيضا السؤال الذى يطرحه الكتاب فى بريطانيا أنتم تحمونه من الإعدام وهو نفسه يحكم بالإعدام على عشرات ومئات. ويجند أبناءنا للإرهابيين.
لم تتلق الصحف ردا، الأمر الذى دفع بغض المحللين للقول بأن هانى السباعى ربما يلعب دورا مزدوجا، وبعض التحليلات ذهبت إلى القول أن السباعى وأمثاله هم من ساعدوا بريطانيا وأمريكا فى تشكيل بذور الجماعات الإرهابية فى العراق وسوريا وأنهم على اتصال بالإرهابيين عبر العالم ويسهل عليهم تجميع قوات مرتزقة باسم الجهاد. وكانت هناك أسياد أمريكية وبريطانية فى تشكيل داعش والنصرة ومدهم بالسلاح، وبتمويلات خليجية ولهذا تبقى السلطات البريطانية على صلة ود مع الإرهابيين أمثال هانى السباعى وعشرات مثله. وهو ما يعيدنا إلى فكرة كون الإرهاب نتاج حرب باردة تتم على الأرض العربية.
وتمتد العلاقات المادية والدعائية، وتبدو أوروبا محطات للدعاية والتجنيد والتمويل، ومن هنا تبدو الحرب مع الإرهاب معقدة، وأن بعض الهجمات والعمليات الكبرى، ضمن تحركات معقدة، ولاتبدو أمريكا وأوروبا جادين فى مواجهة الإرهاب، ويستمر الإرهابيون تحت الحماية الأوروبية مقابل خدمات مدفوعة مقدما. حتى لو كان مواطنوهم أيضا يدفعون الثمن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة