وتكونت هذه الجماعة التى ظهرت فى أوائل القرن العشرين، على يد والاس فارد، الذى ظهر فى ولاية ديترويت واختفى فجأة بعد أربعة سنوات، ليتولى بعد ذلك إليجا محمد قيادة الجماعة التى اعتنقت بعض الأفكار التى لم تكن أقل تطرفا من أفكار ذوى البشرة البيضاء العنصريين، فقد وصفت البيض بأنهم شياطين وأضفت على السود صفة "الملائكية".
وانضم مالكوم اكس لأمة الإسلام، بعد اعتناق أخوته للإسلام وتكرار دعوتهم له باعتناقه، لأنه دين الحق، وأقنع الكثير من أصدقائه للانضمام لـ"أمة الإسلام"، وتولى بعد ذلك عدة مناصب قيادية بالجماعة، إلى أن أصبح الداعية الأول بعد إليجا محمد، ثم أصبح المتحدث الرسمى لها، وازداد مع ذلك عدد المنتمين للجماعة حتى أصبح 30 ألف شخص عام 1963.
بعد تعمقه فى منهج "أمة الإسلام"، اكتشف مالكوم اكس أنها تتبنى الأفكار المتطرفة التى ترفع السود درجات على البيض، وأنها تدعو لنبذهم، إلا أنه صدم صدمته الكبرى فى معلمه اليجا محمد، الذى عرف أنه أقام ستة علاقات غير شرعية مع موظفات بالجماعة وأنجب منهن ثمانية أولاد غير شرعيين، فبدأ مراجعة نفسه فى انتمائه لهذه الجماعة، التى لم يصم أعضائها شهر رمضان ولكن شهر ديسمبر من كل عام وألزموا على دفع عشر رواتبهم لخزانتها.
وفى 1964 قرر مالكوم الهرب بعيدا عن هذه الجمعية التى شوهت فى عينيه يوما بعد يوم، فسافر إلى الحج، وهناك رأى المسلمين من كل جنس ولون يسلكون جميعهم طريق الله، فتغيرت مفاهيمه وازداد رفضه لمفاهيم الجماعة، وبعدما عاد من الحج أعلن انشقاقه عنها، وطارده منذ ذلك الوقت قائدها اليجا محمد.
كون مالكوم اكس جماعة إسلامية جديدة تدعى "أهل السنة" نجح من خلاها فى إقناع الكثير من السود الأمريكيين بالانضمام إلى الإسلام الصحيح حسبما تعلمه بعد ذلك، إلا أن اليجاه محمد كان يخطط لقتله، وفى 21 فبراير من عام 1965 قتل مالكوم اكس بـ16 رصاصة فى صدره، أثناء إلقائه محاضرة بقاعة مؤتمرات فى نيويورك، وكان القتلى من أعضاء جماعة" أمة الإسلام".
أنهت تلك الرصاصات حياة مالكوم اكس، التى بدأت عام 1925 وكانت مسلسلا طويلا من المعاناة، منذ قتل أبيه على أيدى عنصريين بيض وهو لا يزال فى سن السادسة من عمره، مرورا بإصابة أمه بانهيار عصبى نقلت على إثره إلى مستشفى الأمراض العقلية، وتشرد اخوته السبعة بين ملاجئ متفرقة فى الولايات المتحدة، ومال مالكوم وقتها إلى الانحراف، فتعرف على تجار المخدرات وباعها، وقبض عليه لاتهامه بالسرقة ودخل السجن وهو فى العشرين من عمره، وخرج منه عام 1952، بعد اعتناقه الإسلام بعد أن قام أحد أخوته بتعريفه على اليجا محمد الذى حرض على قتله بعد ذلك.
موضوعات متعلقة..
أفكار قتلت أصحابها ..لوركا يدفع ثمن "اشتراكيته" رميا بالرصاص