سعيد الشحات

بدء إذاعة أم كلثوم

السبت، 11 يوليو 2015 07:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدثت، أمس، عن الشهادة التى حصلت عليها من الدكتور عبدالقادر حاتم، وزير الإعلام فى عهدى عبدالناصر والسادات، عن ظروف إطلاق إذاعة أم كلثوم التى حظيت بشهرة واسعة حتى سنوات قريبة، وأستكمل.

فى سرده لقصة نشأة إذاعة أم كلثوم، نعرف من كلام عبدالقادر حاتم كيف أدارت ثورة يوليو 1952 سياستها الإعلامية أثناء المقاومة الفدائية المسلحة ضد الاحتلال الإنجليزى فى مدن القناة، وذلك من خلال استغلال الإذاعة السرية التى أنشأها الملك فاروق فى نهايات حكمه، وبث فيها مواد درامية تؤدى إلى إحباط معنويات جنود الاحتلال، ويقول حاتم: «فى سياق ترغيب هؤلاء الضباط والجنود فى سماع الإذاعة.. كنا نبث موسيقى عالمية هادئة بين برنامج وآخر، ثم نقطع البث فجأة لإذاعة أخبار عن احتمالات حدوث انفجارات فى بعض المعسكرات الإنجليزية ويتم تحديد هذه المعسكرات بالاسم، فتحدث اضطرابات نفسية بالغة لجنود الحراسة عليها، حتى لو لم يحدث انفجار».

أدت هذه السياسة الإعلامية إلى إزعاج بالغ ومتواصل للاحتلال، وصل إلى درجة أن السفارة الإنجليزية اشتكت مر الشكوى لقيادة الثورة منها، وكانت القيادة ترد على ذلك قولها بأنها لا تعرف شيئا عن هذه الإذاعة، ولا تعرف مكانها، ولا هويتها، وكان هذا الإنكار مكملا لإنكار آخر وأكبر وهو أن قادة الثورة لا يعرفون شيئا عن العمليات الفدائية التى تقع فى مدن القناة.

يؤكد حاتم أن هذا الأمر استمر على هذا النحو حتى عدوان عام 1956، ويقول إنه بعد جلاء الإنجليز وفشل العدوان الثلاثى على مصر عام 1956: «كنت مديرا لمكتب جمال عبدالناصر لشؤون الصحافة والإعلام، وتدارسنا فى أمر مصير هذه الإذاعة بعد أن أدت مهمتها بنجاح، وانتهى الأمر بتخصيصها لأم كلثوم على أن يتم بث أغانيها لمدة 5 ساعات يوميا تبدأ من الساعة الخامسة مساء حتى العاشرة».

هل كانت أم كلثوم تعرف بكل هذه التطورات؟ يقول حاتم: «هى لم تعرف المناقشات التى دارت، وسألتنى أكثر من مرة عن حكايتها فلم أقدم إجابة لها»، ونفس الأمر فعلته مع عبدالناصر، وكان يكتفى بابتسامة فقط دون ذكر شىء، والحقيقة أنها كانت قلقة فى بداية هذه الخطوة خوفا من إصابة الناس بالملل من كثرة أو دوام إذاعة أغانيها يوميا طوال خمس ساعات متتالية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة