شنودة فيكتور فهمى يكتب: قشور التغيير أم تغيير القشور؟

السبت، 11 يوليو 2015 04:10 م
شنودة فيكتور فهمى يكتب: قشور التغيير أم تغيير القشور؟ جيش مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أربع سنوات ونصف تحديدا وربما قبلها بسنوات قليلة جدا ونحن نسمع ونعيش هذا المصطلح "التغيير" ربما لثبات وتردى العديد من الأوضاع داخل المجتمع المصرى لسنوات عدة وربما لما كان يُحاك ضد مصر من مؤامرات خارجية لاستغلال مصطلح التغيير وتلك الأوضاع الداخلية التى ألمت بالشأن المصرى بشكل عام.

كانت الحديث الأكثر تداولا فى المجتمع هو عن التغيير. تغييراً فى شتى مناحى الحياة التغيير لمجرد التغيير ولإحداث حالة من الحركة مع سنوات من السكون لم تشهد إلا الأسوأ فى قطاعات عدة فى مصر، وها هى الأيام والحوادث التى تمر بها مصر تكشف لنا تلك الحقيقة أننا لم نغير أو نتغير بل ما زلنا محصورين فى مرحلة القشور أو الشكليات فقط دونما الغوص فى المضمون أو التفاصيل وهاهى حادثة اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات. جليةُ أمامنا جميعا.. تُبرز تلك المأساة التى نعيشها جميعا وأننا ما زلنا فى مرحلة القشور والشكليات دونما تغيير واقعى ملموس ويطرح هنا السؤال نفسه فمن اغتيال رفعت المحجوب1991 بل نعود للوراء ومن حادثة المنصة 1981 واغتيال الرئيس السادات بل ومن حادثة الفنية العسكرية وجماعة التكفير والهجرة 1974 وحادثة اغتيال الشيخ الدهبى وزير الأوقاف الأسبق 1977 واستهداف السياحة والأقباط وضباط الشرطة إلى الدير البحرى 1997 إلى طابا وشرم الشيخ إلى مذبحة نجع حمادى وتفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية... إلخ .

لم نفكر يوما كيف نقتلع الإرهاب من جذوره لم نفكر يوما فى الأسباب الحقيقه أو دعونا نقولها صراحة كنا نتحاشها أو نتجاهلها. إرهاب الفكر الذى يؤدى تطوره الطبيعى لإرهاب الفعل والقتل والاغتيال والتفجير والذبح .. كانت كافة الحلول والمسكنات مؤقتة وساذجة وسطحية من القشرة فبالتالى كانت النتائج والحلول هزلية سطحية.

لم تفكر فيما أدى بنا إلى هذا وكيف فُتح الباب على مصَراعيهِ لذلك الفكر الذى استشرى فى مجتمعنا كالنار فى الهشيم مع فتح الباب للإخوان للعودة للساحة مرة أخرى باتفاق عمر التلمسانى مع السادات، فآلت إلى النتيجة الطبيعية مع التكفير والهجرة، والعائدون من أفغانستان. والجماعة الإسلامية، ودفع السادات حياتهُ ثمناً غالياً لتلك العودة السرطانية الخبيثة.

أردتُ بداية التركيز على الإرهاب يا سادة لأنه شرخ مصر الأكبر الآن والذى لم ولن نستطع القضاء عليه طالما بقينا بنفس المنهجية فى التعامل كذلك الحال فى كافة مشكلاتنا الحياتية الأخرى من تعليم وصحة وإسكان ومرور وفساد مالى وإدارى .

من لجان إلى لجان إلى توصيات إلى مؤتمرات ثم إلى ............... لا شيىء

نتحدث ونصرح كثيرا ثم نصل إلى لا شىء بل وتتفاقم المشكلات أكثر وأكثر حتى تنفجر ولا يصلح لها علاجا.

دائما ما نبحث فى الشكليات والمظاهر الفارغة السطحية، لا أمل ولا نجاة ولا فائدة إلا فى إصلاح الفكر المصرى يا سادة وإصلاح فساد فكرى توغل داخل بلادنا لفترات طويلة فعاد بنا الزمن لقرون قديمة لم نعشها بل كانت فيها مصر منارة الفكر حينما كان يسبح الآخرون فى الظلام أن إصلاح الفكر المصرى والمتمثل فى التعليم والثقافة والفكر والإبداع منذ الحضانة وحتى الجامعة، يحتاج لثورة الفكر الحقيقية وهو الطريق الوحيد... لثورة العلم والأخلاق والقيم والمُثل.

وعلى طريقه انسف حمامك القديم يجب نسف كل آليات التعليم القديمة البالية المتخلفة التى أوصلتنا لتلك الحال بل وأضاعت علينا أجيالا وسنوات طوال لأن بداية أى إصلاح حقيقى هل إصلاح التعليم وتطويره لكى نستطيع تباعا أن نجد جيلا يصلح الإسكان والصحة والروتين والفساد ... إلى غيره.

الأمل فى الأجيال الصغيرة القادمة حتى نستطيع أن نصنع مستقبلا ً مختلفا لبلادنا مصرا ونحلق خارج دائره تغيير القشور الدائم بل نصنع تغييراً سبقتنا إليه دولا عظمى الآن وألمانيا واليابان وكوريا خير أمثلة لذلك ودعونا نخرج من دائرة تغيير القشور أو قشور التغيير إلى تغيير جذرى حقيقى ولتحيا مصر.... طالما بقى فيها من يعشق ترابها .








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة