علا الشافعى تكتب عن عمر الشريف: رحل أمير الشرق تاركًا أسطورته.. اتهمه الصهاينة بمعاداة السامية والعرب بمحاباة اليهود وأفلت من التهمتين بفن راق أسعد الإنسانية جمعاء.. سعت إليه الشهرة فانحاز هو للحياة

السبت، 11 يوليو 2015 09:07 م
علا الشافعى تكتب عن عمر الشريف: رحل أمير الشرق تاركًا أسطورته.. اتهمه الصهاينة بمعاداة السامية والعرب بمحاباة اليهود وأفلت من التهمتين بفن راق أسعد الإنسانية جمعاء.. سعت إليه الشهرة فانحاز هو  للحياة علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«عمر الشريف. عمر الشريف. عمر الشريف».. لم أنس يوما تلك الصرخات التى كانت تنطلق من أفواه المعجبين فى مهرجانات متعددة، وبلدان شتى، بلغات مختلفة.. وحده عمر الشريف، «الأمير القادم من صحراء الشرق» حسب ما وصفته الصحافة الأجنبية، هو من حقق تلك المعادلة فى تاريخ الفن العربى.

وحده يقف متفردًا فى منطقة لم ينافسه فيها أحد ولن تتكرر فى ظنى.. عمر ذلك الفتى السكندرى الحالم صاحب الجذور اللبنانية، الذى رفض أن يستمر فى مجال تجارة الأخشاب «مهنة والده»، قرر أن يمتهن التمثيل.. عمر الذى طاف البلاد طولها وعرضها وحمل معه أسطوة وسحر الشرق إلى ثقافات مختلفة، صار فنانًا عابرًا للقارات متعددًا الجنسيات والأديان، هو ليس بفنان مر فى تاريخ السينما، بل واحد ممن شكلوا وجدان جمهور عريض فى العالم، ويكفى أنه عندما اتهمه الصهاينة بمعادة السامية وقال عنه العرب إنه يحابى اليهود أفلت من التهمتين بفن راق أسعد الإنسانية جمعاء.

ورغم أسطورته التى لن تتكرر، إلا أنه وصل إلى حكمة الحياة وخلاصتها، وزهد فى كل شىء، كسب الكثير من الأموال وكان كل همه أن يستمتع بها.. عرف الكثير من الجميلات، وظل قلبه خاويا، لم تسكنه امرأة، بحسب تصريحاته، بعد طلاقه من سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، كان يعرف أن النجومية زائلة ولن يبق شيئا لعمر الإنسان، ولذلك كان شعاره هو «الاستمتاع بالحياة حتى اللحظة الأخيرة»..

عمر صاحب العينين العميقتين والمميزتين ونبرة الصوت المميزة، وفتى أحلام الملايين فى أنحاء العالم، كان عندما يسأله أحد عن موهبته وقدرته المميزة على التعبير والتلون فى الأداء كان يضحك ويقول: «التمثيل مهنة وضيعة لا ترقى لأى مهنة فى العالم، ولأنى فاشل بكل شىء، اتجهت إلى التمثيل»، موضحا أن تجربته فى السينما العالمية لم تضف إليه الكثير من الناحية الإنسانية، لكنها أضافت إلى رصيده المهنى وكونت ثروة مادية، وهى لا تختلف عن تجربته فى السينما المصرية.

تلك الصراحة كانت تجعل البعض يتساءل، «كيف لفنان بحجمه وموهبته يصف مهنته بهذا الشكل؟». ولكن عمر كان يتحدث عن نفسه رافضًا أن يُصدر أى إحساس بالغرور، فهو المسيحى الذى ولد وتربى فى مدينة الإسكندرية ذات الطابع الـ«كوزموبليتان»، كان يدرك أن التعايش بين البشر فى سلام هو الأهم، وأن الأبقى فى معادلة الحياة هو الإنسان، لذلك كان يضحك مستشهدًا بعائلته الصغيرة ويقول: «كنت شاهدًا على عصر من النجاحات والإخفاقات، بحسب تعبيره»، وأضاف «تزوج ابنى الوحيد طارق بـ4 نساء مختلفات الجنسية والديانة، ولدى 3 أحفاد أمهاتهم مختلفات الديانة، يهودية ومسيحية ومسلمة، وعلى الرغم من ذلك، يحبون بعضهم كثيرا، ولا يتناحرون».

تلك هى الحياة كما رآها ساحر الشرق وأسطورته، كان يدرك أن الحياة أكثر بساطة ورحابة، وأن الاستسلام للحزن يقتل الروح.. وكثيرا ما كان يتساءل، «ما قيمة التقدم بالعمر إذا لم يبن فى عقولنا تواضعًا ومحبة وعطاء».

رحل أسطورة مصر والعالم العربى.. رحل الرجل الساحر تاركًا أسطورته تخبر الأجيال القادمة بالكثير.. رحل عمر تاركًا تراثًا إنسانيًا فى السينما العربية والمصرية والعالمية.. من حق الأمير الساحر أن يستريح بعد أن غادرته ذاكرته وبقت شخوصه.. رجب فى «صراع فى المينا»، وأحمد، صاحب أشهر كلمة بطاطس فى السينما بفيلم «صراع فى الوادى»، وعادل فى «سيدة القصر»، ومحسب فى «صراع فى النيل»، وحسنين فى «بداية ونهاية»، وعصام فى «غرام الأسياد»، وحسين فى «إشاعة حب»، ومحمد جاد الكريم فى «الأراجوز»، وأيوب بفيلمه «أيوب»، وإبراهيم فى «السيد إبراهيم وزهور القرآن».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة