فرغت من قراءة كتاب «أمراء الدم» لمؤلفه «خالد عكاشة» الذى تناول صناعة الإرهاب من «أبوالأعلى المودودى» حتى أمير داعش «أبوبكر البغدادى» لأكتشف مأساة غياب حركة نقدية حقيقية تظلم أمثال هذا المبدع، ليس لأنه تألق بحثا ودراسة.. ولا لكونه نجح ببراعة فى تقديم أخطر ملفات القرنين العشرين
والحادى والعشرين.. ولكن لأن الكتاب تمت صياغته بأسلوب سهل وشديد الصعوبة فى الوقت نفسه.
هذا كتاب أعتقد أن كل الأحزاب المصرية يجب أن تجعل قراءته ودراسته واجبا على قياداتها وقواعدها.. بل يجب على وزارة التربية والتعليم نظر مسألة تبسيطه لتفرضه على طلاب المرحلة الثانوية لدراسته.. ويجوز تدريسه لأكثر من عام.. واعتقادى أن كل من يطرحون أسئلة حول أسباب سقوط الشباب فى شبكات جماعات العنف والتطرف والإرهاب، سيجدون الإجابات بين دفتى هذا الكتاب.
كم المعلومات التى جمعها المؤلف – خالد عكاشة – يصعب اختصارها فى مقال أو أكثر.. وقدرته على تقديم التحليل الناطق فى وقائع التاريخ، يجعل جهده متفردا.. وباعتبارى مدمن للقراءة وأبحرت عميقا فى تاريخ جماعات الإسلام السياسى، أستطيع القول أن «أمراء الدم» يستحق مكانا ومكانة متفردة فى مكتبة كل من حاول أن يفهم ويعرف حكاية المؤامرة على الإسلام والمسلمين على امتداد الكرة الأرضية.. وكيف يلعب الغرب بأفكار شاذة وجماعات يتم فبركتها، وفى القلب منها جماعة «التتار الجدد» وأطلقنا عليها- جهلا- جماعة الإخوان.. فهى النموذج الذى اهتدت إليه بريطانيا، وقامت على تطويره الولايات المتحدة الأمريكية وأنجبت من رحمها كل الأجنة المشوهة من تلك الجماعات التى أخذت فى التطور حتى رأينا «داعش» ويراهنون عليها أن تكون آخر محطات هدم المنطقة العربية.. وكم كان مثيرا أن الكتاب قدم معلومات عن علاقة «أبو بكر البغدادى» بالرئيس التركى «رجب طيب بهلوان» وكيف قدم له الحماية والإقامة فى تركيا، حتى خرج ليقوم بدور البطولة فى الفصل الذى يراهنون على أن يكون الأخير من إسطنبول.. وتكفينى الإشارة للكتاب بالإعجاب وللمؤلف بالتقدير.. ولا عزاء لمن تفوته قراءته!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة