أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

اقتصاد الحرب على الإرهاب

الأحد، 12 يوليو 2015 10:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البعض لا يصدق أننا فى حالة حرب حقيقية لإشاعة الفوضى والدمار والتخريب فى آخر دولة قادرة على التحدى والمواجهة، وضد آخر جيش وطنى مازال محافظا على تماسكه وقوته.

الحرب تعنى إما الخضوع والتبعية وإما سيناريو الإرهاب والعنف، وهو ما يجب أن يكون واضحا ومعروفا لدى الكثيرين من القوى السياسية والوطنية وقوى المجتمع المدنى وحتى فى وسائل الإعلام الغائبة عن أداء دورها المطلوب فى حالات الأزمات والصعوبات التى تواجه البلاد.

ممارسات وأداء الأحزاب والنقابات لا تعكس أن هناك وعيا كاملا بما يجرى من جماعات العنف والإرهاب وقوى الظلام المسلحة والمدعومة من مراكز الشر فى الخارج، فالكل مشغول وغارق فى قضاياه الحزبية والنقابية الخاصة بعيدا عن المشاركة الحقيقية فى المواجهة ضد الإرهاب، وعدم الاكتفاء بإصدار بيان هنا أو مشاركة فى مؤتمر هناك. الدولة بكل مؤسساتها وقواها الحية تحتاج فى هذا الوقت إلى استنهاض همتها وعزيمتها لمواجهة الحرب الجديدة ومواصلة عملية البناء والتنمية فى الوقت نفسه. نحتاج إلى أداء مختلف وتفكير مختلف وقوانين وقرارات مختلفة أيضا.

وعندما طرحنا بالأمس قضية «اقتصاد الحرب» وهل مصر فى حاجة إليه الآن، كان الهدف هو الدعوة إلى إجراءات استثنائية لفترة زمنية محددة لإعادة الاقتصاد المصرى إلى وضعه الصحيح ووقف نزيف الموارد والاعتماد على الإنتاج المحلى والتقليل إلى أقصى حد من عمليات الاستيراد العشوائية التى تستنزف مليارات الدولارات، فليس معقولا ولا مقبولا أن نعتمد على الخارج فى حوالى 70% من احتياجاتنا، بما يعنى أننا دولة مستهلكة بامتياز وشعبها يكره العمل والإنتاج، وهذا بالطبع ليس صحيحا وخالف لتاريخ المصريين فى القدرة على التحدى وإثبات الذات فى أحلك اللحظات التاريخية وفى الحروب.

وقد فعلها المصريون فى حرب أكتوبر وفى مراحل الاستعداد لها، واستطاع الدكتور عزيز صدقى أن يقود «وزارة الحرب» فى 73 تحت قيادة الرئيس السادات، لتوفير احتياجات الجيش فى المعركة. وتجلت معانى الصمود والتحدى فى الشعب المصرى وتجاوب وتفاعل مع كل قرارات الحكومة فى التقشف والادخار وترشيد الاستهلاك والإنفاق، ولم يشعر كل من عايش تلك الأيام، باية أزمات فى الأسعار أو فى عدم توافر السلع التموينية. ونجحت مصر بشعبها وجيشها فى كسب المعركة فى الجبهة الداخلية وعلى جبهة القتال. ما نواجهه حاليا لا يقل خطورة عن العدوان والاحتلال الصهيونى لسيناء، بل يزيد عليه لأنه عدوان على هوية ومصير دولة. فهل نحتاج فعلا إلى شكل من أشكال اقتصاد الحرب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة