بالصور.. أطفال منشأة ناصر يستبدلون شنطة المدرسة وكشاكيل الحصص بـ"قفة" و"كارو" لجمع الزبالة.. فادى وريمون أصغر "نباشين" للقمامة:"شغلتنا عجبانا وعمرنا ما نغيرها"..والضرب فى المدارس منعنا من الالتحاق بها

يستيقظ من الخامسة فجرا يهرول لارتداء ملابسه ويتناول إفطاره مسرعا إلى عمله يوميا بين تلال القمامة، هكذا يبدأ "فادى" يومه وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، فبدلا من أن يحضر الحصة الأولى بالمدرسة تراه أحيانا غارقا بين جبال القمامة المتراكمة أمام شارع منزلك، دون أى شعور بالضيق أو الضرر من رائحتها النفاذة.

فادى: شغلتنا عجبانا وعمرنا ما نغيرها

ويقول فادى أصغر النباشين وجامعى القمامة بمنطقة منشأة ناصر لــــــــ"اليوم السابع": أنا بصحى الصبح بدرى أروح مع أبويا نلم الزبالة، كل واحد فينا ليه منطقة، أنا المنطقة بتاعتى باب الشعرية، وبلم القزايز والبلاستيك والعلب، شغلتى عجبانى وعمرى ما اتكسفت منها، شغلتى بتكسب أوى ومش عاوز أبقى مهندس ولادكتور أنا شغلتى عجبانى وكفاية إنها مضمونة، ومرتبى بيعدى 300 جنيه فى الشهر وباخد من كل شقة 5 جنيهات.




أما "ريمون" وعمره 10 سنوات يعيش بمنطقة "منشأة ناصر"، فهو مختص بفرز القمامة وجمع البلاستيك وعبوات الكانز من خلال جمع القمامة يوميا، ويقول "نذهب يوميا مع أبى ونستخدم "العربة الكارو" فى الجمع ثم نعود إلى البيت لنبدأ بالفرز بمساعدة أمى واخواتى البنات ومرتبى 300 جنيه شهريا".




هكذا أغلب أطفال حى منشأة ناصر الذين حرصوا على تعلم صنعة أبائهم أبا عن جد فى جمع القمامة وعملية الفرز منذ الصغر، أغلب الأطفال هنا لم يعتادوا على الذهاب للمدرسة مما جعل عددا من شباب المنطقة يبتكرون أفكارا تجذب الأطفال لتعلم القراءة والكتابة، وهى إنشاء مدارس "إعادة التدوير " وبها فصول صغيرة وكراسى بسيطة بجهود ذاتية، بها عدد من أجهزة الحاسوب.




لم تقتصر هذه المنازل على تعليم القراءة والكتابة واستخدام الكمبيوتر للأطفال المتسربين من التعليم، وإنما تضم أيضا ورش لإعادة المخلفات بصورة مصغرة، حيث يقوم الطفل بالعمل فى فرز وإعادة تدوير عبوات البلاستيك والشامبو، وفى نهاية الشهر يستطيع أن يحصل كل طالب منهم على 300 جنيه على حسب ما تمكن من فرزه خلال الشهر.




ويروى "موسى" أحد الشباب القائمين على مدرسة "إعادة تدوير" التابعة لجمعية روح الشباب، المدرسة تهدف إلى استقطاب الأطفال للتعلم بجانب مهنتهم فى جمع القمامة، حيث تم التعاقد مع إحدى الشركات العالمية الخاصة بإنتاج "الشامبو" لشركات شهيرة، حيث يقوم الأطفال بجمع عبوات الشامبو لتلك الشركات ثم فرزها وإعدامها، حتى لا تتمكن أى جهة أخرى من إعادة استخدام هذه العبوات والغش على المستهلك ببيع منتج غير صالح بأسعار رخيصة ومن ثم التشهير وإساءة السمعة لهذه الشركات.
ريمون: الضرب فى المدارس منعنا من الالتحاق بها




نجحت تجربة "مدارس التدوير" فى استقطاب العديد من الأطفال، خاصة وأنها تبدأ بعد أن ينتهوا من أعمالهم صباحا، ويقول ريمون: أنا عمرى ماروحت مدرسة ومش عاوز أروحها أبدا لأنى أنا هنا بتعلم القراءة والكتابة والكمبيوتر".

وتابع: "أنا خايف أروح مدرسة أتضرب فيها هنا أحسن وكمان بناخد فلوس آخر الشهر".

وتروى "ليلى" وتعمل معلمة بالمدرسة، الطفل يتعلم الحساب والجمع والطرح من خلال حساب راتبه، الذى يتقضاه من المدرسة على مدار الشهر، حيث يقوم بحساب عدد العبوات التى تمكن من جمعها مقابل القيمة المالية لكل عبوة وفقا لحجمها، وبالتالى يتعلم فنون الرياضيات بسرعة وبإتقان شديد".