اختار النجم المصرى العالمى عمر الشريف أن يرحل فى هدوء، لم يزعج أحدا، عمر الذى يعد خبر وفاته حدثا عالميا، لم تتوقف الصحافة العالمية فى بلدان العالم كافة، عن الحديث عن عمر الشريف النجم المصرى والعربى الوحيد الذى وصل إلى هذه المكانة يرصدون ويحللون مشواره، ونجوم العالم يقومون برثائه.. عمر والذى كنا بالتعبير المصرى الدارج «بنتفشخر بيه وكل ما حد يكلمنا نقول أيوه إحنا من مصر بلد عمر الشريف»، والعكس عندما كان يسألنا أحد عن جنسيتنا فى مناسبة أو مهرجان دولى ونقول مصر تكون الإجابة وبلا تردد بلد «عمر الشريف»، وإذا كان العالم كله يهتم بخبر رحيل الشريف إلا أن الدولة المصرية «عاملة ودن من طين وودن من عجين»، ويبدو أنهم يحتاجون لمن يصرخ فى آذانهم «ألو ألو» لقد رحل عمر الشريف فخر مصر والذى كان وسيظل بمجرد نطق اسمه يصفق له الملايين.
وزارة ثقافة مغيبة ووزير ثقافة لا يدرك معنى الثقافة والفن -أليس هو صاحب قرار وقف الأنشطة الفنية بسبب حوادث الإرهاب- لذلك من الطبيعى ألا يدرك قيمة وأهمية رمز فى مكانة عمر الشريف.. عمر الشريف الذى كان مع كل أزمة تطل فى مصر أو حادث إرهابى كانت نفس الدولة تفكر فى اسمه ليأتى عمر يرأس مهرجانها شرفيا يكلم بعض النجوم بنفسه، يقف على خشبة المسرح ليطمئنهم أن مصر بلد الأمن والأمان.. ويؤكد صدقونى لقد زرت أنحاء العالم ولم أجد أصدق أو أدفأ من الشعب المصرى، وكان حضوره الطاغى كفيلا بخطف الأنظار وجعل الكل يتماهى معه، عمر هو مرادف للتسامح أفلا تنظرون، كيف تقابل الدولة والحكومة المصرية وفاته بهذا الصمت المخزى، وكأنه فنان «وخلاص»، ولا أملك تفسيرا عن هذا التجاهل المتعمد والأعمى وإهدار قيمة حدث بمثل هذه الأهمية، حدث كان كفيلا بأن يظهر الوجه الحضارى لدولة تتشدق بقيمة الفن طوال الوقت، ولكنها تصر على وأده، وبفرض أن عمر لا يعبر عن الفن الموجه والمثالى الذى تريده الدولة، وبفرض أن عمر كان شخصا عصيا على التوجيه، وبفرض أن هناك بعض الإعلاميين خرجوا على الهواء ليقولوا هو عمر مسلم ولا مسيحى ويا ترى الجنازة من مسجد ولا كنيسة؟ ولكن ألا يوجد من يعقل من يفهم «طب العبوا سياسة وقولوا للعالم إحنا دولة متحضرة»، تقدر قيمة مبدعيها وترفعهم عاليا؟ ورغم موقفكم المخزى عمر سيظل هو عمر الشريف فخر الشعب المصرى والشعوب العربية، سيبقى جزءا من تاريخنا ووجداننا، سيظل عمر واحدا ممن شكلوا أحلامنا.
عمر.. أرقد فى سلام فأنت الشريف الذى قدم فنا عابرا للقارات والثقافات أنت صاحب الوجه البشوش والتاريخ الحافل ستبقى وستذهب الجوقة إلى مزبلة التاريخ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة