تعلمت بين أبناء عمومتى، قبيلة الهوارة، العريقة، والضاربة بجذورها فى عمق التاريخ النضالى والسياسى، فى «الصعيد الجوانى» أن الخصومة، شرف، وأن قيمة الرجولة فى ثبات المبدأ وعزة النفس، والترفع عن الصغائر، وأن الأرض عِرض، والوطن مقدس.
وتأسيسا على هذه القيم الأخلاقية فإننى أعانى الأمرين من حالة الاشمئزاز والقرف من سوء تصرفات وأخلاق من يطلقون على أنفسهم نشطاء، ونخبة، وخبراء «قلووظ»، وعمالقة الكلام، وأقزام الأفعال، وتجار الدين.
هؤلاء الذين أعطوا لأنفسهم كل الحقوق الحصرية، لمنح صكوك المواطنة، والتفتيش فى نوايا الناس، وتصنيف خصومهم ما بين ثائر، إذا كانوا من مؤيدى 25 يناير، وفلول وعبيدى البيادة، إذا كانوا من مؤيدى الجيش، والنظام الحالى.
ومن بين هؤلاء، ناشط حلزونى، زجزاجى، فلولى، ثورى، إخوانى، سيساوى، كل أمنية حياته تمحورت حول منصب الوزير، أو مستشار لأى رئيس، محمد مرسى، أو عدلى منصور، أو السيسى، المهم «أى مصلحة والسلام».
الناشط الزجزاجى، بدأ حياته مسؤولا فى عهد نظام مبارك فى إحدى الوزارات التى تبيض ذهبا، ونظرًا لتطلعه الشديد للمال والشهرة والسلطة، تقرب من زوجة مسؤول بارز فى النظام الذى وصفه فيما بعد بالفاسد، طمعا فى المنصب الوزارى، وعندما اندلعت ثورة 25 يناير انقلب على سيده وتاج رأسه، وكل نظام مبارك، وركب موجة الثورة, أصبح ثائرا ينايريا، هاجم نظام مبارك بضراوة، وتناسى أنه المستفيد الأول منه، وامتطى الموجة و«دلدل رجليه»، وتقرب من محمد البرادعى اعتقادا منه أنه فرس الرهان الجامح نحو قصر الاتحادية.
وعندما استشعر الناشط الزجزاجى أن البرادعى ورفاقه لن يحكموا، وأن رهانه وحساباته كانت خطأ، وأن مؤشر السلطة يتجه نحو الإخوان، تقرب منهم، وشارك فى تدشين تشويه الجيش المصرى، وردد شعار العار «يسقط يسقط حكم العسكر».
وعندما سيطر الإخوان على الحكم، وأعطوه ظهرهم، وتبدد حلم الحصول على الحقيبة الوزارية، انقلب عليهم حتى وصلنا لثورة 30 يونيو، وهنا ظهر بقوة لركوب الموجة، عسى أن تفك عقدته ويحصل على المنصب الوزارى، ووجدناه يشيد أيما إشادة بالجيش المصرى الذى هتف ضده بالأمس، ودشن كراهيته فى الشارع، والمفاجأة المدوية أنه وصف ثورة 25 يناير بالمؤامرة.
وعندما قرر السيسى ترشيح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية بذل جهدا مضنيا، ليكون أحد أعضاء حملته الانتخابية، ونجح بالفعل وسخر نفسه خادما من أجل فوز السيسى بالمقعد الرئاسى.
وبعد الانتخابات، وفوز السيسى، ثم تشكيل الحكومة، ولم يقع عليه الاختيار لمنصب الوزير، فأصيب بصدمة عنيفة، وحالة من عدم الاتزان، وهزيان، فقرر البحث عن حصان جديد، ووجد ضالته فى رجل أعمال شهير، فبذل جهدا مضنيا للارتماء فى حضنه، إلا أنه وخلال الأيام القليلة الماضية، اكتشف رجل الأعمال حقيقته، وأنه فارغ، وعديم الموهبة، ومجرد ظاهرة صوتية، متلونة بكل ألوان الطيف السياسى، ومواقفه «استريتش» يناسب كل المقاسات، فقرر التخلص منه.
الرجل أصيب بلوثة أفقدته القدرة على التفكير، فقرر أن ينتقم ويعيد سيرته الأولى، ثائرا ينايريا، ومعارضا قويا للرئيس السيسى، دون أن يدرك الحقيقة القاسية، أن الجميع رفقاء، وأعداء، ومراقبين، فقدوا الثقة فيه تماما، وأصبح لا يؤثر فى مساحة «شبر» من محيطه.
الثائر الحلزونى الزجزاجى، انكشف أمره، وتعرت مواقفه، فدفع ثمن اشتياقه للمقعد الوزارى، على حساب كل المبادئ والقيم الأخلاقية والوطنية.
دندراوى الهوارى
فضيحة الناشط الحلزونى الفلولى الثورى الإخوانى السيساوى المشتاق
الثلاثاء، 14 يوليو 2015 12:00 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة