أكرم القصاص

الإرهابى تحت الجلد!

الأربعاء، 15 يوليو 2015 06:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ سنوات وهناك جدل حول كيفية مواجهة الإرهاب، وهل يمكن للتشريعات أن تنجح فى مواجهة الإرهاب، وهل تشديد العقوبات أو تقصير الإجراءات من شأنه أن يفيد فى مواجهة الإرهاب؟
كانت فكرة قانون مكافحة الإرهاب مطروحة منذ نهاية التسعينيات وظلت اقتراحا مرفوعا من السياسيين الذين طالبوا بإنهاء حالة وقانون الطوارئ الذى استمر منذ اغتيال الرئيس أنور السادات فى أكتوبر 1981، وكانت هناك مطالب بإنهاء الطوارئ، وكان الرد أن القانون ضرورى لمواجهة المخدرات والإرهاب والتنظيمات الإرهابية التى كانت تستفيد من ثغرات القانون لتنفذ من العقاب، ومن هنا كانت الدعوة لإصدار قانون لمكافحة الإرهاب يحل مكان الطوارئ، وبالفعل تم تجهيز القانون ومناقشته مرات كثيرة فى مجلس الشورى أو بين النخب لكنه لم ير النور، كما أن قانون الطوارئ بقى كما هو، مع تعديلات تم بها إنهاء الحالة.

وكان الحديث دائما أن الطوارئ لم تمنع الإرهاب ولم تسهم فى مواجهته ولا فى مواجهة تهريب المخدرات، فقد تصاعد الإرهاب من نهاية الثمانينيات واستمر طوال التسعينيات وما بعدها، لأن الإرهابيين لا يفكرون فى القانون عندما يفجرون أو يرهبون ويقتلون، وإنما الفكرة الرئيسية فى مواجهة الإرهاب هى الكشف عن مصادر تمويله وتخطيطه، وهى لعبة معلومات أكثر منها لعبة إجراءات، وكانت أعلى مراحل النجاح فى مواجهة الإرهاب هى المراحل التى تم فيها قطع طرق التمويل والتخطيط واصطياد قيادات كبيرة.

وهذا لا يمنع من اتخاذ إجراءات تشريعية تسهم فى مواجهة الإرهاب، وبالفعل بعد 11 سبتمبر شهدت الولايات المتحدة تعديلات وتشريعات لمواجهة التمويل وتحصيل المعلومات ومراقبة المشتبه فيهم، بعضها كانت إجراءات استثنائية، والبعض الآخر لايزال موجودا ومطبقا، وكله بالطبع تحت رقابة القضاء والمؤسسات التشريعية.

لكن المناطق الأهم للمواجهة مع الإرهاب هى داخل العقول والمنازل والشوارع والحوارى، ومواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعى التى يصعب السيطرة عليها أو تصور وجود إمكانية لمراقبتها كليا.

ونقول هذا بمناسبة من يتصورون أنه بمجرد إصدار تشريع لمكافحة الإرهاب سوف يتوقف الإرهاب ويتراجع الانتحاريون عن تفخيخ السيارات وإطلاق الرصاص، وتفجير أبراج الكهرباء، ربما يساعد القانون بنسبة، لكن يبقى العنصر الأهم هو الإمساك بالعقول المدبرة، والمخططين والممولين، خاصة أن هؤلاء يعيشون بيننا، ويتحركون حولنا، ومن الصعب تمييزهم عن غيرهم، ومن خلال حوادث انفجرت فيها القنايل فى الإرهابيين قبل استعمالها، أو السيارات قبل تفجيرها، وهذه الحوادث كشفت عن إرهابيين مستجدين لأول مرة، كان من الصعب الشك فيهم. وهناك شهادات من ضباط قال أحدهم: كان يمر علينا شباب يلقون السلام نهارا ونفاجأ بهم من ضمن المهاجمين ليلا، وهذا الجدل مطروح حتى فى أوروبا والدول التى يفاجئها الإرهاب من تحت جلدها.. أسئلة من المهم التفكير بها ونحن نتحدث عن مواجهة الإرهاب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة