يوم من أيام رمضان فى "دابادجان" مركز تجمع الأقليات القومية فى الصين.. موائد الرحمن تنتشر فى الشوارع ليفطر عليها الصائمون.. والمدينة لا تنام خلال ليالى الشهر الكريم

الأربعاء، 15 يوليو 2015 05:30 م
يوم من أيام رمضان فى "دابادجان" مركز تجمع الأقليات القومية فى الصين.. موائد الرحمن تنتشر فى الشوارع ليفطر عليها الصائمون.. والمدينة لا تنام خلال ليالى الشهر الكريم مظاهر شهر رمضان فى دابادجان
نقلا عن صحيفة "الشعب " الصينية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صادف يوم 2 يوليو الجارى ليلة نصف رمضان بـ"شينجيانج"، وبهذه المناسبة قام مراسل صحيفة الشعب اليومية الصينية بجولة فى "دابادجا" التى تعد تجمعا للأقليات القومية فى مدينة أورموتشى.

كسائر الأيام العادية، يتردد الناس بكثافة على محلات بيع الملابس والفواكه والعيادات. وتجد داخل بعض المحلات التجارية طاولة وضع فوقها الماء والخبز والبطيخ والشمام فى انتظار موعد الأذان.

موائد الرحمن


ويقول أرباب المحلات هنا، بأن هذه الموائد وضعت مجانا ليفطر عليها المسلمون هنا، "نحن نقدم بعض الأطعمة للصائمين ليفطروا عليها، ثم عندما يعودون إلى بيوتهم يتمتعون بوجبة دسمة مع عائلاتهم."

ويقول أصحاب المحلات التجارية فى دابادجا أن تقديم وجبات الإفطار المجانية للمسلمين أو المرضى والمسافرين خلال شهر رمضان، هى من أعمال الخير التى حظّ عليها الإسلام، لذلك يحرص الناس فى رمضان أكثر من أى وقت آخر على تقديم المساعدة للآخرين.

زيارة المرضى خلال الشهر الكريم


وهناك العديد من المسلمين يذهبون إلى المستشفيات لزيارة المرضى وتفريج الكربات، أو التصدق بالأموال ومستلزمات الحياة. "نحن كمسلمين، نحب أن نفعل أكثر ما يمكن من الخير فى شهر رمضان، كما نحرص على حسن التعامل مع الناس والألفة والصداقة." تقول البائعة المسلمة يوى يينج.

وتحرص يوى يينج تأدية واجباتها الدينية، وفى كل عام تصوم هى وأفراد عائلتها شهر رمضان ما سمحت حالتها الصحية. وفى رمضان العام الحالى كما السابق، يصوم جميع أفراد العائلة ما عدى شيخ كبير.

تعلم الصبر


وتقول يوى يينغ "إن المسلم عادة ما يصوم شهر رمضان، إلا إذا مرض أو كان له مانع آخر." وتضيف، "خلال ساعات الصوم الطويلة، على الصائم ألا يكتفى بفعل الخير والإحسان إلى الآخرين فقط، بل يجب أن يتعلم الصبر والتحكم فى النفس."

ويقول دآجى، صاحب محل لبيع الآلات الموسيقية التقليدية: "يصادف رمضان العام الحالى ذروة فصل السياحة فى شينجيانج، حيث تتوافد أعداد كبيرة من السائحين على دابادجا، وهذا ينعكس إيجابا على تجارتنا".

ويضيف: "خلال شهر رمضان، استيقظ كل يوم فى الساعة الرابعة صباحا لتناول السحور ثم أداء الصلاة، ثم أنصرف للتجارة، الصوم فى الصيف متعب قليلا، لكن هذا يجعلنا نشعر بمعاناة الفقراء والجوعى.

بيع المثلجات


أسفل متجر دآجى يوجد محل لبيع المثلجات المصنوعة من حليب البقر، افتتح قبل شهر فقط، يمتلكه أحمدى عبد الله، دخلنا فوجدنا طباخا من كشغر تارة يأكل خبز النان وتارة يعلم سماتى طريقة إعداد المثلجات:"صحتى ليست على ما يرام، لذلك لا أستطيع أن أصوم." داخل المتجر هناك 5 زبائن يتناولون المثلجات ويتجاذبون أطراف الحديث، يبيع أحمدى كوب المثلجات الواحد بـ 5 يوان، ويمكنه أن يبيع بـ2000 يوان خلال فى اليوم الواحد.

داخل المحل المجاور، شاهد مراسلنا مختلف أنواع الحلويات والمشروبات والسلائط والفواكه مرصوفة فوق الرفوف، وكلها حلويات يحبذ أهل شينجيانغ تناولها.

تورخان أحمدى، بلغ هذا العام سن الـ 73 سنة، وهو لا يزال يتمتع بصحة جيدة. يصوم هو زوجته رمضان. ولديه ابنتان، إحداهما طبيبة والأخرى موظفة حكومية. "إبنتايا لا تصومان رمضان، وأنا لا أكرهما على الصوم، وهناك من أقاربى من لا يصوم رمضان، وهذا سلوك شخصي، وإذا أكرهت الناس على الصوم، فإن الصوم يصبح لا قيمة له." يقول تورخان.

الصوم والتحكم فى الغرائز


من جهة أخرى، يقول تورخان أحمدي، إن المسلم التقى لا يمكنه أن يفعل الشر، كأن يقتل أو يفجر أو يحسد ويكره الناس، فهذه تعد من كبائر الذنوب. الصوم يجعل المسلمين يتحكمون فى الغريزة، ويتفكرون فى الذات ويراقبون سلوكهم إن كان مطابقا لمراد الله أم لا.

بحلول الساعة التاسعة ليلا، تزدحم المطاعم والمقاهى. وترى الزبائن من مختلف الأعمار، فهذا رجل مسن خرج للتمشى وشراء بعض الأغراض، وذاك كهل خرج لشراء بعض المستلزمات الحياتية.

وجدنا فى طريقنا مطعم لصاحبه عالم، وقد إزدحم بالزبائن، ورغم أن عالم يصوم رمضان، إلا أن ذلك لا يؤثر على تجارته. "خلال شهر رمضان، يمكننا أن نختار العمل أو الراحة، لكن ذروة السياحة تكون فى النهار، وأنا لا أريد أن أضيع فرصة جنى هذه الأموال، لذلك قررت ألا أغلق مطعمى."








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة