محـمد شـوارب يكتب : هــل نــحن إرهـابيـون..؟

الخميس، 16 يوليو 2015 05:08 م
محـمد شـوارب يكتب : هــل نــحن إرهـابيـون..؟ ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أشد بلاء أمتنا العربية والإسلامية المجروحة بما يجرى فيها الآن من اختلافات وعصبية مفرطة وصوت عالى وكلاً يتمسك برأيه، إن العمر قصير، والحاضر الذى نعيش ونحيا من أجله قصير يريد أن يرى فينا البسمة والفرحة والأمل المبشر بالخير لهذه الأمة بدلاً من الحزن والحقد والدماء، يريد أن يرى فينا كل هذه الصفات التى توصف بالمحبة والتسامح والود والوفاء، يريد حاضرنا أن نتمسك بماضينا الذى كنا فيه يداً واحدة تعمل من أجل أمة وترفع من شأنها التى هى الآن مختنقة.

فإذا لم يكن الدين خلقاً دميثاً ووجهاً وروحاً سمحة وجواراً رحباً وسيرة جذابة، فما يكون؟ إن القلب القاسى والغرور الغالب هما أدل شىء على غضب الله، والبعد عن صراطه المستقيم، ومن السهل أن يرتدى الإنسان لباس الطاعات الظاهرة على كيان ملوث وباطن معيب.

لقد أصبحت الآن ظاهرة الإرهاب التى نراها ونشاهدها ونحسها فى المجتمعات العربية والإسلامية فهى لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، وليس الإرهاب مقترن وتابع لدين أو ملة ما.. أو مكان أو زمان أو هوية، بل هو شأن وظاهرة غريبة وعجيبة على مجتمعاتنا.فالإرهاب اليوم هو ردة فعل سيئ ولا فعل أيضاً يحتل خانة من هم كبير يُعنى بجميع مشكلات المجتمع الإنسانى الذى ضاقت عليه الأرض برحبها لعدم النضج الكافى ليستثمر طاقاته فى الإعمار بدلاً من الدمار .

إن قضية الإرهاب هى أكبر من العنف والتفجير هنا وهناك ، إنها قضية نضج إنسانى الذى لم يكتمل بعد، فالحل لهذه القضية وربما يكون حلاً جذرياً هو التعرض لها فى إطار كامل يشمل كل أبعاد المشكلة الكامنة فى عدم قدرة البشر على التعايش على سطح الأرض الفسيح . فقد تجرى الأحداث الإرهابية فى بلاد العرب والمسلمين من مغربها إلى شرقها بما يوصف العبث والجنون، مما يؤدى إلى إضعاف مسيرة الأمة وإيقاف تطورها والاساءة لسمعتها ودينها والتشكيك بقيمها العظيمة التى راكمتها خلال الفترة الطويلة، فالغرب يريد أن يفكك هذه الأمة ويريدها تعيش حياة الإرهاب والإختلافات، فنحن ظلمنا أنفسنا باتباع الغرب وفكر الغرب الذى يريد أن يدمرنا مع إننا أقوى من الغرب لو أتحدنا.

فعلينا أن نتمسك بماضينا وأن تمتد أيدينا إلى ماضينا لتمسك حوادثه المدبرة، فتغير منها ما تكره، وقد تحاور على ما تحب، لكانت العودة إلى ماضينا واجبة، ولهرعنا كلنا كى نتمسك بالماضى الذى وحدنا ونظم صفوفنا.

نحن نناشد الملوك والرؤوساء والحكام والشيوخ والعقلاء أن يتريثوا وأن يبقوا بلادهم عامرة بالتسامح والمحبة والوئام، كما كانت القرون الطوال الماضية التى كانت تحاكى ويتحاكى بها الغرب، بل نحن أنفسنا نحاكى ونتحاكى.

نحن أمة ليست إرهابية نحن أمة واحدة، فالإرهابيون منا عليهم أن يتراجعوا ويثبتوا للعالم الخارجى إننا لسنا إرهابيين نحن أمة وجدت كى تعلم ويتعلم منها الغرب، علينا أن نقف حقن الدماء، وأن نجلس جميعاً ونتحاور بهدوء وسماحة ورحابة صدر، العمر قصير، علينا أن نقدم شيئا جميلاً نقابل به وجهه الله. علينا أن نربى أنفسنا بشكل سريع وأن نتماشى مع تيار الحضارة الذى يعيش فيه الكل، وأن تصبح تربيتنا عملية خارجية يقوم بها المجتمع لتنشئة الأفراد والجماعات ليجاورا المستوى الحضارى العام. هكذا تحيا أوطاننا بالحب والعمار وأن نلتف حول بعضنا البعض متماسكين بالتسامح والمحبة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة