ليس بالليس بالضرورة أن المتحمسين للدفاع عن أى قضية أصحاب حق، ومع كامل التقدير لمشاعر كثيرين تغضبهم تصرفاتضرورة أن المتحمسين للدفاع عن أى قضية أصحاب حق، ومع كامل التقدير لمشاعر كثيرين تغضبهم تصرفات أو أراء مختلفين مع السياسات أو السلطة أو الرئيس، فإن الأمر يحتاج لترشيد يوقف هيستريا ضارة الدولة والصحة والسياسة. ولعل مثال ما جرى من محمد جبريل ومعه وقبله اللاعب أحمد الميرغنى وغيرهما، مجرد ردود أفعال عصبية، ومطالب بالوقف والمصادرة، بينما ينصرفوا عن مواجهة جدية لقضايا الإرهاب والتنمية والتعليم والصحة.
قلنا إن محمد جبريل قارئ صوته حلو، ليس له أراء يعتد بها فى السياسة أو الدين، وكل ما يشغله ليلة أو أكثر فى نهايات رمضان ليؤم المصلين ممن يعجبهم البكاء الدرامى، قد يرى البعض أنه بما فعله فى المرة الأخيرة من دعاء، سواء كان يقصد به مصر أو تركيا، فهو يوظف المناسبة توظيفا استعراضيا، لكن كل هذا لا يحتمل ردود الفعل العصبية والاتهامات، وقرارات غير مدروسة، وكان يمكن ترك الأمر للنقاش من دون قرارات عصبية مهزوزة.
وحتى فى حالة كثير من الدعاة ورجال أعمال الدعوة، أصبحنا أمام ممثلين يقدمون أداءً الهدف منه الربح وليس الدعوة ولا الصالح العام. وأمثال وجدى ومن على شاكلته أصبحوا مجرد كاركترات يقدمون فقرات تمثيلية كلها شتائم وألفاظ خارجة، تبقى مجرد فقرات للتسلية على مواقع التواصل، ومعها رؤى وقصص وحواديت قيادات الفضايات التركية. كلها فقرات يتم ترويجها على مواقع التواصل، والهدف أن يكسب الكاركترات.
يعنى أننا أمام عمليات تسويق أو ترويج، تحتاج لمعاملة بالمثل، وهناك تحليلات وطرق للتعامل معها على مواقع التواصل من دون عصبية، لأن سلبيات العصبية أكثر من ميزاتها، ثم إن الوقف والقرارات العقابية المتعجلة غالبا ما تضيع الفرصة على نقاش وتفنيد الآراء والتصرفات، وتصنع أبطالا من مسوخ و«كاركترات».
تماما مثل بعض أنصار البروباجندا مدعين فى المعارضة، مثلما هم مدعون فى التأييد، بعضهم مشتاق يرى أنه مستبعد عن السلطة، وبعضهم يرى أنه بعيد عن الأضواء، فيخترع موقفا أو رأيا ليخلق حوله رد فعل، بل وبعضهم يقصد الظهور فى صورة المعارض بحثا عن ردود لافعال هيستيرية يعرفها ويتوقعها.
ومن هنا فإن السادة المتحمسين من دعاة «أهجم عليه» يفعلون نفس ما كان يفعله أنصار الجماعة فى إعلامهم، من هيستيريا ودعوات تحريض ومصادرة وشتائم، منفرة وضارة. ومن يفعلون هذا يظهرون الدولة فى صورة ضعيفة، ويشوشون على قضايا حقيقية، ينشغلون بفلان قال وعلان عاد، وهم «كاركترات هيستيرية مؤيدة بلا عقل».
والحل ترك الآراء للآراء، و«دع مائة يوتيوب يتشير.. وما يبدأ فى مواقع التواصل ينتهى فيها» وعلى السادة المتحمسين أن يتفرغوا لما هو أهم.