كرم جبر

لعبة الكراسى الصحفية!

السبت، 18 يوليو 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رؤساء التحرير الأسوأ حظا فى تاريخ الصحافة القومية، هم الذين تولوا مناصبهم عام 2005 حتى أحداث 25 يناير، ودفعوا فاتورة 30 عاما، رغم أنهم لم يمكثوا فى مناصبهم أكثر من خمس سنوات، وجاءوا فى ظروف بالغة الصعوبة بعد إبراهيم نافع، وسمير رجب، وإبراهيم سعدة، وآخرين استمر بعضهم أكثر من ثلاثين عاما، تجمدت خلالها المناصب الصحفية، وعم اليأس والإحباط أجيالا كاملة كانت تنتظر فرصتها العادلة فى الترقى والصعود، وتولد لدى الأجيال الجديدة عقيدة راسخة بأن الوصول إلى المناصب، لا يتأتى إلا بإزاحة زملاء المهنة السابقين والتخلص منهم، وليس بتكامل الخبرات وتواصل الأجيال.

دفع هذا الجيل الثمن مرتين أثناء حكم الرئيس الأسبق مبارك وبعد تنحيه، فلم يكن مرحبا بهم من رجال الحرس القديم، ولم يكونوا أهل ثقتهم والمدافعين عنهم، ولم يأتوا على هوى الحرس الجديد الذى كان يجهز مجموعة جديدة من الصحفيين الشبان، لإحلالهم محل رؤساء تحرير تلك المجموعة الأسوأ حظا.. يعنى لم يكن مرضيا عليهم من طرفى السلطة، وكان مطلوبا منهم أن يكونوا فى المواجهة ويدافعوا عن نظام يتهاوى، فى وقت القفز من السفينة والجرى وراء القادم الجديد، وجاء رؤساء تحرير جدد بعد 25 يناير بطريقة لعبة الكراسى الموسيقية، وصادفهم نفس الحظ السيئ وأطاح بهم الإخوان بعد تولى مرسى الحكم، وذاقوا نفس الكأس المرة التى أذاقوها لزملائهم السابقين، رغم أنهم كانوا معهم كتفا بكتف فى مواقع المسؤولية، وأسماؤهم على ترويسة صحفهم، ولم يُمنع لهم مقال أو يقصف قلم، كما فعلوا فى غيرهم، وكان بعضهم أكثر ارتبطا بالنظام من رؤساء تحريرهم، ولكن كان مطلوبا أن تتجه أصابع الاتهام إلى مجموعة 2005 حتى يزيلوا الشبهات عن أنفسهم ولا تقيد القضية ضد مجهول.

وسبحان الذى يغير ولا يتغير، تغيرت الأدوار واختلطت الأوراق، وزادت سرعة لعبة الكراسى الصحفية، وجاءت المجموعة الثانية والثالثة من رؤساء تحرير ما بعد 25 يناير فى ظروف بالغة، وتشتت المواقف ما بين تأييد المجلس العسكرى ثم مغازلة الإخوان وتكرار نفس اللعبة الآن، فقد المنصب أهميته وبريقه، وأصبح عبئا على من يشغله، وأصبحت القضية المصيرية الآن: متى تتدخل الدولة بجدية ونية صادقة لإنقاذ ثروة قومية اسمها الصحافة القومية؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة