القناة الفضائية المشبوهة بتمويل «قطرى/ ليبى» التى تبث من «لندنستان» والتى يمتلكها التونسى المشبوه «محمد الهاشمى الحامدى» عبارة عن غرفة مكتب وكاميرتين وأربعة مقدمين للبرامج هم: المشبوه وولداه، وعراقى أفاق، وعلى شاشة هذه القناة المشبوهة ظهر مندوب الإخوان المسلمين المصريين فى «لندنستان» وهو يرتدى علم «داعش» ويرد على سؤال للمشبوه العراقى بأن «سيناء» ليس فيها إرهابيون وأن الإرهاب فى سيناء صناعة الجيش المصرى الذى يقتل «المجاهدين» فى سيناء لحساب الصهاينة، وطبعا هراء الداعشى الإخوانى القذر لا يستحق الرد عليه، لكن دعنى صديقى القارئ المحترم أحكِ لك حكاية مصطلح «لندنستان»، والحكاية باختصار غير مخل هى أن «لندنستان» هى لفظة ظهرت فى بعض وسائل الإعلام، تشير إلى سهولة عمل الحركات «الإسلاموية» فى العاصمة البريطانية «لندن»، وتساهل الحكومة البريطانية فى التعامل مع هذه الحركات، وقيل إن مساحة هذه الحريات فى بريطانيا تقلصت بعد هجمات 7 يوليو سنة 2005م، حين قال وقتها رئيس الوزراء «تونى بلير»: «إن قواعد اللعبة تغيرت»، وكتب «مايكل عادل» أنه قد صدر سنة 2006م كتاب من تأليف «ميلانى فيلبس» باسم «لندنستان»، تظهر فيه الكاتبة كيف نما «إسلام راديكالى» تحت أنف المؤسسة البريطانية، والتى تتنافى أفكاره أو تتضاد مع أفكار المجتمع فى «لندن» بصرف النظر عن ديانة، وأكدت أنه من المستحيل أن تستقر تلك التجمعات المتطرفة بهذا الشكل دون ضمانات وربما رعاية حكومية من الدولة، وهو الأمر الذى يثير، وقد كتب الصحفى الأمريكى «تيودور دالريمبل» بشأن الكتاب أن «ميلانى» لم تقم فقط بتوثيق نمو الحركات المتشددة أو المتطرفة بلندن بل تحدثت بقوة أيضاً عن التسيب والضعف الثقافى، الأمران اللذان تسببا فى انتشار تلك الظاهرة، وأن بعض الرعب الذى أظهرته فى حديثها جاء ظريفاً ومضحكاً إن لم يكن عميقاً ومزعجاً بشدة، الكتاب انتقد بشدة ودقة ما أسمته الكاتبة بـ«التقبل المزعوم للآخرين» أو «تعدد الثقافات المزعوم» وضعف القبضة الأمنية، بالإضافة إلى ما يسمى بـ«النسبية الثقافية» وقد جمعت هذه الادعاءات تحت مسمى واسع وهو «ثقافة الضحية» التى يدعيها كل منبوذ بسبب أفكاره المتطرفة والتى تتحجج بها الحكومات المضيفة لتتقبل مثل هذه العناصر، وقد رجحت أن كل تلك العوامل تقوم فى الوقت الحالى بتمهيد واستصلاح أرض خصبة للحركات المتطرفة والفكر المتطرف فى الاتجاه والاتجاه المضاد، فسيصبح المواطن السوى محاصراً بصراع بين طرفين متضادين على أشياء وهمية يتنازع عليها الفعل ورد الفعل، وقد أشارت «ميلانى» إلى أنها تكاد ترى صورة كاملة لتحديد لندن كمركز لعقد المؤامرات الإرهابية على مناطق شاسعة ومتعددة فى جميع أنحاء العالم، الأمر الذى تم التنسيق بالتأكيد بين تلك التيارات والحكومة البريطانية، بشأنه، ونجحت «ميلانى» فى نقل مخاوفها وظنونها التى تصل بداخلها إلى حد اليقين لعدد كبير من البشر حول العالم عن طريق كتابها «لندنستان» وقد اختارت هذا العنوان كعنوان تخويفى، وجاءت صورة الغلاف لتستكمل تلك الصورة المرعبة المتعلقة بمصير خطير قد يصيب العاصمة لندن بسبب تلك الرعاية المثيرة للعجب لتلك التيارات المثيرة للرعب، وكان مسؤولو استخبارات فرنسيون قد ابتدعوا كلمة «لندنستان» التى تنطوى على ازدراء، ليصفوا بها العاصمة البريطانية «لندن»، فى إشارة منهم إلى كثرة المنشقين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين يتآمرون على إسقاط حكومات شبه علمانية فى دول مثل مصر واليمن والجزائر كان أغلبهم مسالمين، لكن البعض كانوا من المتطرفين الذين تربطهم صلات بجماعات خارجية تجنح إلى العنف، حتى «أسامة بن لادن» كان يستعين بمكتب علاقات عامة يتخذ من لندن مقرا له، وهو لجنة المشورة والإصلاح، وكان يديره سعودى الجنسية سلم وقتها إلى الولايات المتحدة، وللحديث بقية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة