مبيعات "الكريديت" و"أزمة اليونان" تزيد من خسائر المستثمرين فى شهر رمضان.. وتراجع قيمة الجنيه أول نتيجة سلبية لمشكلة أوروبا.. وخفض سعر العملة ضرورة لحماية الاقتصاد المصرى

السبت، 18 يوليو 2015 07:35 م
مبيعات "الكريديت" و"أزمة اليونان" تزيد من خسائر المستثمرين فى شهر رمضان.. وتراجع قيمة الجنيه أول نتيجة سلبية لمشكلة أوروبا..  وخفض سعر العملة ضرورة لحماية الاقتصاد المصرى الدكتور محمد عمران رئيس البورصة
كتب محمود عسكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعرضت البورصة المصرية لهزة عنيفة خلال تعاملات الفترة الماضية، خصوصا فى الأسبوع الأخير رغم أن هذا الأسبوع شهد العديد من الأخبار الإيجابية على رأسها طرح إعمار مصر والذي كان يتوقع الكثيرون أن يجذب استثمارات جديدة تعزز من السيولة بالسوق.

لكن ما حدث كان العكس، حيث تراجع السهم بشكل كبير جدا ومعه تراجع المؤشر الرئيسي للسوق، بسبب عودة ظهور "الكريديت" مرة أخرى بالسوق ولكن بشكل عنيف، حيث أعطى معظم شركات السمسرة لعملائها إمكانية الاقتراض لشراء السهم وقت الاكتتاب، ثم ما لبثت أن طلبت منهم بيع الأسهم بمجرد التداول عليه بالبورصة لتغطية مديونياتهم وهو ما تسبب فى التراجع الحاد للبورصة خلال الأيام الماضية.

عامل آخر كان له نصيب الأسد من التأثير السلبى على مؤشرات البورصة الفترة الماضية وهو أزمة الديون اليونانية، وهى المشكلة التى يتصور البعض أنها بعيدة عن مصر وعن اقتصادها، لكن الواقع يؤكد أنها لو حدث ولم يتوصل الاتحاد الأوروبى لصيغة لحل هذه الأزمة بسرعة، فلن يكون التأثير على أوروبا فقط ولكن سيمتد لأغلب الاقتصادات العالمية بما فيها القوية منها، نظرا لأنها ستفرط عقد الاتحاد، وتقوض وحدته، ولن تكون الدولة الأخيرة التى تخرج من الاتحاد الأوروبى بل ستصبح بداية لسلسة خروجات أخرى لدول مثل اسبانيا وإيطاليا وألبانيا وغيرها، وما يؤكد ذلك هو حالة الاضطراب التى اجتاحت أسواق آسيا، خصوصا الصين، وهي أكبر سوق ناشئ فى العالم، رغم بعد المسافة المكانية بينهما.

تراجع سعر صرف الجنيه كان أول نتيجة واضحة لتأثيرات أزمة ديون اليونان السلبية على السوق المصري، ورغم أن هذا التراجع جاء يإجراء استباقي من البنك المركزي المصرى، تحسبا للتراجع الكبير المتوقع لقيمة اليورو، فى ظل أن الاتحاد الأوروبى هو الشريك التجارى الأول لمصر، مما كان يهدد أهم الأسواق العالمية للصادرات المصرية، ولذلك حاول المركزي خلق توازن بين السوقين عن طريق إضعاف الجنيه، للحفاظ على أسواق الصادرات المصرية فى أوروبا.

ورغم أنه عادة ما يشهد شهر رمضان نشاطا ملحوظا لعدد من الأسهم التى يطلق عليها الأسهم الموسمية، حيث تشهد الأسهم المعروفة بأسهم رمضان، وهى الأسهم التى تحقق نشاطا كبيرا خلال تعاملات هذا الشهر، إلا أن الأسباب السابقة قوضت من نشاط هذه الأسهم الفترة الماضية.

ودعا عدد كبير من المحللين بسوق المال مستثمرى البورصة إلى استغلال نشاط «الأسهم الموسمية»، ومنها أسهم شهر رمضان والتى تشهد ارتفاعا كبيرا خلال هذا الشهر، نتيجة ارتفاع أسعار منتجاتها وزيادة الطلب عليها مثل الأسهم المرتبطة بالمواد الغذائية والمشروبات التى يزيد الإقبال عليها فى شهر رمضان، لافتين إلى قيام المستثمرين الأجانب باستغلال غياب المصريين عن بعض الأسهم فى رمضان، مثل أسهم البنوك والشركات التى تعمل فى السياحة، بسبب تقديمها الخمور مثلا، والاستحواذ على نسبة كبيرة منها والمضاربة على أسهمها.

البورصة غالبا ما تستجيب للأخبار


سامح غريب، خبير سوق المال، أكد أن البورصة غالبا ما تستجيب للأخبار بشكل كبير أكثر من أى شىء آخر، ولأن شهر رمضان يزداد به الطلب بشكل كبير على منتجات بعينها، خصوصا ما يتعلق بالمواد الغذائية والمشروبات وهى المنتجات الأكثر رواجا فى هذا الشهر، فإنه تحدث طفرات على أسهم الشركات المنتجة لهذه الأنواع، ويرتفع سعرها بشكل كبير، ولذلك فإن هذه الأسهم تجذب المستثمرين إليها ويحدث ارتفاع مفاجئ لأسعارها يمكن أن يؤدى إلى خسائر لكثير من المستثمرين الذين يضاربون عليها، خصوصا إذا تراجع السوق عقب قيام هؤلاء بشراء كميات كبيرة على السعر المرتفع.

وأضاف غريب، أنه بشكل عام عندما يكون أداء السوق جيدا فإن أى خبر جيد يؤثر على المساهمين والقطاعات التى يعملون بها، مشيرا إلى أنه فى شهر رمضان مثلا يرتفع سهم المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامى بسبب الإقبال الكبير على المسلسلات والإعلانات، كما ترتفع أسهم قطاع الدواجن بسبب ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم، ولذلك تكون من أكثر الأسهم التى تتم عليها عمليات المضاربة السريعة.

أما محمد عبدالعال، محلل فنى، فقال إنه ليس صحيحا أن المستثمرين المصريين الأفراد هم الذين يقومون بالمضاربات فقط، مؤكدا أن الأجانب يضاربون بشكل أكبر بكثير من المصريين، ولكنهم «يعرفون كيف يضاربون فى الخفاء دون جذب الانتباه»، أما المصريون فيندفعون بشكل عشوائى على أسهم بعينها مما يجذب الانتباه إليها، ولذلك يظهرون دائما على أنهم هم المضاربون، لافتا إلى أن الأسهم التى حدثت بها مضاربات فى الفترة الأخيرة كان الأجانب عنصرا بارزا فى المتعاملين عليها لتحقيق مكاسب على حساب المصريين من قليلى الخبرة فى الاستثمار بالبورصة.

وقال عبدالعال، إن هناك بعض الأسهم التى يبتعد عنها بعض المصريين خلال شهر رمضان، مثل أسهم شركات السياحة، ولذلك يستغلها الأجانب ويتعاملون عليها بعد تراجع أسعارها عن طريق شراء أكبر كمية منها، وإعادة بيعها مرة أخرى بعد ارتفاع أسعارها بسبب اعتقاد بعض المصريين أن التعامل عليها حرام خصوصا الشركات التى تملك فنادق تقدم خمور وأغذية محرمة.

نشاط البورصة فى رمضان


فى حين قال صلاح حيدر، المحلل المالى، إن شهر رمضان غالبا ما يشهد نشاطا كبيرا لأسهم المضاربات ومنها الأسهم الموسمية، وهى دائما يتعامل عليها المستثمرون الأفراد، الذين يفضلون العمل على المدى القصير والأرباح الصغيرة والسريعة، على عكس المستثمرين الأجانب والمؤسسات الذين غالبا ما يتعاملون على الأسهم القيادية الكبيرة بعد أن يقوموا بدراستها جيدا قبل الاستثمار بها، حتى لو قام فى بعض الأحيان بالقيام بعمليات مضاربة عليها فى أوقات الأزمات، بهدف تحقيق ربح، إلا أن تأثير المستثمرين الأفراد يظهر أكثر بسبب استحواذهم على نسبة كبيرة من استثمارات البورصة تصل إلى %70 مقابل 30 للمؤسسات والصناديق.

فى حين قال إسلام عبد العاطى المحلل الفنى، إنه مع دخول شهر رمضان كل عام يبدأ السوق المصرى بالدخول فى حركة عرضية نسبيا بسبب انخفاض ساعات التداول من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب انشغال البعض بطقوس شهر رمضان، إلا أنه فى تلك الحركة العرضية تبدأ بعض الأسهم الحركة الصعودية الموسمية، مثل مدينة الإنتاج الإعلامى والشركات المرتبطة بصناعة الأغذية والمشروبات التى ترتبط ارتباط وثيقا بارتفاع مطرد فى الاستهلاك خلال شهر رمضان.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة