كهنة الإرهاب يبعثون أولادهم لأمريكا وأوروبا، ليتمتعوا بالحياة ويحصلوا على جنسيات تلك الدول ويتزوجوا أجنبيات، ويرسلوا الشباب الغلابة المخدوعين إلى جهنم، ويُقتلوا فى عمليات انتحارية دنيئة تحت شعار الجهاد والاستشهاد ودخول الجنة والحور العين، وبدلا من أن يسلحوهم بالعلم ليصبحوا مهندسين وأطباء يبنون أوطانهم ويخففون آلام المرضى، يزرعون أجسادهم بأكاليل الديناميت والمتفجرات، لتحصد أرواحا ليس لها ذنب، ومسالمين أبرياء، والنموذج الحى هو «عبدالله الرشيد» السعودى الذى قتل خاله رجل الشرطة فى الرياض، بحزام ناسف لفوه حول وسطه، فتحول جسده النحيل إلى قطع متناثرة فى الهواء، وفجر خاله الذى يتولى تربيته هو وأمه بعد انفصالها عن والده، واستخدم السيارة التى اشتراها خاله لوالدته، ويامصيبة الأم التى قُتل أخوها بيد ابنها، وكتب عليها العذاب والكراهية والشقاء.
هذه هى هداياهم لأبناء وطنهم فى الأيام الطيبة المباركة، ولا فرق بين إرهابى يعبث بعقول الشباب فى الرياض، وآخرين يعيشون فى مصر والعراق وسوريا وليبيا، جميعهم صنف واحد، ذئاب متوحشة لا ترتوى إلا بالدماء، ويعشقون الموت والدمار والخراب، ويبحثون عن أمجادهم الزائلة فوق الجثث والقنابل والمتفجرات، وكأنهم خلقوا فى الحياة لصناعة الموت وإفساد الفرحة وشقاء الناس، واحتفل المسلمون فى دول الجحيم العربى بالعيد فى الجنازات والمقابر والسرادقات، ولسان حالهم يقول: بأى حال عدت يا عيد؟
لا يختلف ما فعله «الرشيد» فى الرياض عما فعله المجرمون فى شارع الهرم والمطرية وعين شمس وناهيا وغيرها بعد صلاة العيد، كانت تكبيراتهم الخرطوش وقنابل المونة والشماريخ، فسقط ستة قتلى دماؤهم فى رقبة الإخوان، ألقوا بهم إلى التهلكة، فذهب أهاليهم إلى مشرحة زينهم بدلا من الحدائق والمتنزهات، وقد يكون من بين القتلى أبرياء ليس لهم ذنب ولا جريرة إلا أنهم خرجوا لصلاة العيد، فعادوا جثثا هامدة يوم إفطارهم واحتفالهم بالعيد، ولولا تدخل قوات الشرطة والجيش وفض المسيرات والمظاهرات لسقط عشرات الضحايا، بسلاح السلمية الكاذب المدجج بالسلاح، انتبهوا.. انتبهوا.. انتبهوا، سوف يزداد جنون كهنة الإرهاب مع اقتراب ذكرى فض بؤرتى رابعة والنهضة منتصف الشهر المقبل.