أكرم القصاص - علا الشافعي

"إيزايا برلين" فى كتابه عن "الحرية": حلم إنسانى لا يتحقق

الأحد، 19 يوليو 2015 01:00 ص
"إيزايا برلين" فى كتابه عن "الحرية":  حلم إنسانى لا يتحقق غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يدفع إيزايا برلين مفهوم الحريّة إلى آفاق أبعد من حصرها فى أشكال من الحقوق، أو الممارسة السياسية أو الاقتصادية أو الإجتماعيّة، وأبعد من كونها مسألة شخصية تتعلّق بالأفراد أو بكل فرد على حدة، ذلك أن الحريّة ليست مجرّد قرار يتخذه المرء، لأنها تحتاج إلى توفّر شروط ممارستها، فى حين أن شروط ممارستها المرتبطة بالمجتمع وبالقوانين، مهما بلغت هذه الشروط تبقى قاصرة عن تلبية طموحات الحريّةالشخصيّة، كما أن الحريّة الشخصيّة لا يمكنها الانفلات من القوانين ومن المجتمع ممايجعلها غير متلائمة مع شروط الحرية نفسها.

ويرى برلين أن الحريّة كقيمة أسمى مرتبطة بقيم لا تقل أهمية عنها مثل: العدالة والسعادة والحبّ.. ولكن مع ذلك، "ليس ثمة مكسب من جعل الحريّة متلائمة، فى أى من معانيها، مع هذه القيم، أو مع شروط الحريّة، أو عبر مزج أنماط من الحريّة معاً".

وإذا كان برلين يدافع فى هذا الكتاب عن الحريّة الفرديّة (أو الشخصية) باعتبارها الانجاز الإنسانى الأهم ويواجه كل أفكار الشموليةوالحتمية بأسسها الفلسفيّة والدينيّة، باعتبارها معيقة للحريّة. فإنه يرى أنه لا يوجدنموذج كلّى للحريّة، أو صيغة مفضّلة للحرية الشخصيّة أو المجتمعية. والحريّة ليست القيمةالوحيدة التى بإمكانها، أو ينبغى بها، تحديد السلوك، كما أن اعتبارها غاية أمرٌ شديدالتعميم "إذ يمكن لحريّة أن تجهض أخرى، ويمكن لحريّة أن تواجه عقبات، أو تفشلفى خلق شروط تجعل حريات أخرى، أو درجة أكبر من الحريّة، أو حريّة أشخاص آخرين، أمراًممكناً".

إن المعنى الأساسى للحريّة هو التحرّر منالقيود، ومن السجن، ومن الخضوع لآخرين وكل ما يتبقّى هو توسيع لمجال المعنى، أو مجاز.إن النضال من أجل الحريّة يعنى السعى لإزالة العقبات التى تمنع ممارستها، والصراع منأجل الحريّة الشخصيّة يعنى السعى إلى كبح التدخّل والاستغلال، والاستعباد ومن طرف أشخاصغاياتهم خاصة بهم، وليس بالضحيّة.


موضوعات متعلقة..


ألمانى يعثر على "كنز" ذهبى قيمته 45ألف يورو منذ حكم هتلر








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة