لكم أن تتصوروا ما يمكن أن تقدمه الحكومة الإيرانية من دعم، بعد الإفراج عن أموالها المجمدة، لميليشيات الحشد الشعبى والحكومة العراقية الموالية لها لمزيد من إحكام قبضتها على الأراضى العراقية، وما يمكن أن تقدمه من دعم مادى وعسكرى لنظام بشار الأسد وميليشيات حزب الله وكذا لميليشيات عبدالملك الحوثى فى اليمن، فإذا كان آيات الله فى طهران قد نجحوا رغم أزمتهم المالية فى تجييش الميليشيات والتوغل فى خمسة بلدان عربية، فما بالكم وقد أطلقت أيديهم وملئت خزائنهم بأموال طائلة إضافة لميزانياتهم المقررة؟
الصراعات المحتدمة فى العراق وسوريا واليمن وفى أجزاء من لبنان، ستزداد احتداما إذن، والاشتباكات الحدودية والانفجارات الدامية التى تطال عدة دول خليجية يمكن أن تصبح أعنف وأقسى، على صورة ما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا، وسيتفق العم سام وآيات الله على نهش واستنزاف الجسد العربى الذى يراد له أن يظل الفريسة الأسمن والأثمن، بثرواته الطبيعية وموقعه الجغرافى، فهل استعد العرب لهذا اليوم الذى بات واقعًا عمليًّا أمام أعيننا؟
الدول العربية لم تستعد طوال السنوات الماضية ليوم تناطح فيه آيات الله بصورة مباشرة، سواء فى مرحلة الاستقرار، أو فى سنوات الاستهداف، واستندت الدول العربية إلى الموقف الأمريكى الذى فرض سياسة الحصار والاحتواء على طهران، وهى السياسة التى سرعان ما أثبتت فشلها أمام المناورات الذكية للحكومات الإيرانية المتعاقبة التى نجحت فى الحصول على السلاح والتكنولوجيا النووية وتصدير بترولها وفرض أجندتها القومية، حتى أصبحت قوة إقليمية يحسب حسابها ولا يمكن إخراجها من أى معادلة لتوازن القوى، فهل تستسلم الدول العربية للمصير المراد لها بأن تكون الفريسة الدائمة للعم سام ومن يفوضه للتحرك والهيمنة فى الشرق الأوسط؟ وما هى احتمالات التحرك والمناورة؟
للحديث بقية
موضوعات متعلقة...
- اتفاق واشنطن وطهران
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة