نصر القفاص

دولة بوليسية!!

الأحد، 19 يوليو 2015 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعيش لعبة سخيفة منذ عدة سنوات.. فلو حدث وتناول عمل فنى سلوك فئة منحرفة من «قبيلة المحامين» نواجه احتجاجا عارما، من جانب قيادات «القبيلة» النقابيين.. وإذا كشف عمل آخر أحداثا حقيقية سلبية داخل «قبيلة الصحفيين» تجدهم يشعلونها نارا، مع أنهم لا ينكرون أن وسطهم يعانى من انحراف أخلاقى معروف بالضرورة.. وعلى التوازى تحول أهل الفن إلى «قبيلة» وكذلك السادة الأطباء، الذين يثورون لنصرة بعضهم البعض ظالمين أو مظلومين!! وينطبق الأمر ويتطابق على فئات المجتمع، الذين اختاروا الردة والعودة إلى زمن «القبائل».

المدهش أن ضباط الشرطة ورجالها، هم الوحيدون الذين نستبيحهم.. ننتقدهم.. نهاجمهم.. نغير عليهم بحملات تشهير واسعة ومتواصلة.. والمفاجأة أن كل الأعمال الفنية التى تتناولهم، تحمل مقدماتها شكرا وتقديرا لإدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية.. أى أنهم وافقوا على تناول ما يرتكبونه من سلبيات.. وهم الوحيدون الذين يدفعون الثمن- دما- كشهداء خلال عملهم، ويسقطون كمصابين.. وهم الفئة الأكثر تعرضا لحساب وعقاب وزارتهم والإعلام والرأى العام.. ثم يروج الإعلام ضدهم حملات تحاول إقناع الرأى العام، بأننا نعيش فى «دولة بوليسية» والغريب أن أغلبيتنا لا يخجلون من ترديد هذه الاتهامات كما لو كنا «ببغاوات»!!
تستحق الشرطة المصرية كل التقدير والاحترام.. وأعلم أننى بذلك أسبح ضد تيار يستهدف عمودا من أعمدة الدولة المصرية.. لكنها شهادة الحق، كما أنها الحقيقة التى يجب أن نعترف بها.. فهذه مؤسسة وطنية عظيمة، مع إقرارى بأن بعض أفرادها يرتكبون أخطاء أو خطايا.. لكنها من المؤسسات القليلة التى تعاقب وتحاسب منتسبيها.. بينما باقى فئات المجتمع ومهنييه لا يحاسبون المنحرفين منهم، بل يدافعون عنهم بجرأة تصل لحد «الوقاحة»!!

إذا كانت وزارة الداخلية قد حاكمت عشرات من الضباط وأمناء الشرطة- 47 فى إحصاء غير رسمى- خلال أربعة أشهر.. فهل تجرؤ نقابة المحامين- كقبيلة- أو نقابة الصحفيين- كقبيلة- وغيرها من القبائل المهنية أن تعلن على الرأى العام عدد الذين حاسبتهم أو حولتهم للتحقيق؟

لا تبحث عن الإجابة.. فهى معروفة.. فالأطباء المقصرون والمهملون تدافع عنهم نقابتهم.. وكذلك المحامون والصحفيون والمهندسون.. أما رجال الشرطة.. فهم فقط الذين نحاسبهم إداريا وجنائيا وإعلاميا وشعبيا!!

لذلك أختصهم بالتهنئة والتقدير على ما يقدمونه، من أجل استقرار وأمن المجتمع.. فهذا هو قدرهم، والرائع أنهم يتفهمون ويتقبلون، لإيمانهم بأنهم يدافعون عن وطن يستحق هذه التضحية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة