سعيد الشحات

نحتاج إلى طه حسين

الخميس، 02 يوليو 2015 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختتم ما بدأته فى الأيام الماضية بسرد قصة احتجاجات طلاب جماعة الإخوان على عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين عام 1938، وقت أن كان عميدا لكلية الآداب جامعة فؤاد الأول، بسبب تدريس قسم اللغة الإنجليزية لكتابى «جان دارك» للمؤلف البريطانى برناردو شو، وأحاديث خيالية لـ«لاندرو»

وجه طلاب الجماعة وشبابها الذين دخلوا إلى الجامعة هتافات قبيحة للدكتور طه، وهم أمام غرفة طه حسين، وكان من ضمنها هتاف بسقوط «العميد الأعمى»، وبينما الحال هكذا لبى العميد دعوة وزير المعارف الدكتور محمد حسين هيكل للقائه بعد أن أبلغه طه حسين بقرار استقالته احتجاجا على قرار رئيس الوزراء بإلغاء تدريس الكتابين.

فى لقاء «العميد» بـ«الوزير»، تحدث «هيكل» عن أن الوزارة تواجه ظروفا صعبة، ورئيس الوزراء لا يريد أن يثير أزمة لا داعى لإثارتها فى هذه الأوقات، لكن «العميد» يصمم على موقفه بالاستقالة.

وحسب كتاب «ما بعد الأيام» للدكتور محمد حسن الزيات وزير الخارجية أثناء حرب أكتوبر 1973 وزوج ابنة طه حسين، فإن الاستقالة التى تقدم بها «العميد» إلى مدير الجامعة الدكتور أحمد لطفى السيد، قال فيها، إن الدكتور هيكل وزير المعارف سبق له قراءة مسرحية جان دارك، وهو يعتقد أن ليس فيها ما يقتضى منع طلاب الجامعة من قراءتها، وأبلغ ذلك بنفسه لى، لكنه عضو فى وزارة محمد باشا محمود وموقفه حرج، ويضيف طه حسين بأن هيكل زاره فى منزله، وتحدث إليه عن ظروف الوزارة وظروف رئيسها وما يحيط به وبها من مؤثرات، وأن رئيس الوزراء لا يحتاج إلى مزيد من الإزعاج، وتكفيه المشاغل والمخاوف التى تواجهه بسبب اضطراب الحالة الدولية وتدهورها.

وقال طه حسين، فى استقالته، إن هيكل انتقل إلى الحديث عن عمله فى وزارة المعارف ومتاعبه فيها، وإن مدير الجامعة سوف يرد إليه الاستقالة، وإنه يتأسف أشد الأسف للحوادث التى دعت إلى تقديمها، وطلب الوزير هيكل من صديقه العميد أن يقبل رجاءه بالعدول عن الاستقالة بما يعرفه عنه من كفاءة وإخلاص، وأنه سيقدم له هذا الرجاء فى صورة رسمية تحمل هذه الصيغة.

هذه القصة بما حملته من تفاصيل ورغم أنها من الماضى لكنها تضرب بعمق فى الحاضر، فهكذا مازالت جماعة الإخوان تتصرف، وهكذا تضطر الحكومات إلى الخضوع لها فينهزم العقل دون إدراك للمخاطر، وبين هذا وذاك يبقى طه حسين نموذجا فريدا واستثنائيا باستقالته احتجاجا على تدخل رئيس الحكومة حين ألغى تدريس الكتابين سبب الأزمة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة