بعضنا، بل الكثيرون منا، لم يدقق فيما شهدته مصر من تطورات وتغيير.. قد يرجع الأمر إلى أن هذا الوطن يفتقد للنخبة قبل افتقاده للرغبة فى التغيير والأمل فى صناعة مستقبل حقيقى، وقد يكون ذلك بسبب الانتهازية الكامنة فى أعماق الكثيرين منا.. فكل من يتحدث عن التغيير، لا تتجاوز نظرته أسفل قدميه!! لأنك ترى من يقدم نفسه ناسفا من يرغب فى إزاحته من الصورة.. ولو حاولت استدراج أولئك من «الثوريين الانتهازيين» إلى مراجعة الصورة، أو محاولة إكمالها وتوضيحها.. تفاجئك سذاجته بالتركيز على ما يحلم به أو يتمناه.. وبالكثير يمكنه أن يذهب إلى فرض حالة ضبابية على عقلك وتفكيرك.
المؤمنون بما يسمى «المجتمع المدنى» يطرحون آراء لا تقبل نقاشا أو حوارا.. يتحدثون باعتبارهم «جنرالات الثقافة والفكر»، لذلك يرفضون سماع ما يخالف آراءهم، ويتعاملون مع دولة بحجم مصر كأنها لعبة أطفال، وقد سبق للنخبة فى ليبيا وسوريا والعراق واليمن أن فعلوها فحرقوا أوطانهم، وتركوا الشعوب تبحث عن مأوى داخل خيام قرب الحدود!!
أزمة مصر أن قيادتها عرفت المرض.. شخصته بدقة.. تعرف العلاج الحاسم والصحيح، لكنها تتلعثم فى فرضه على المريض، السبب أننا نعيش حالة غير مسبوقة، مطلوب فيها ضمان النتيجة قبل التشخيص ووصف العلاج، فهذا زمن يفرض عليك أن تفكر على الهواء، تتخذ قرارك على الهواء، وبما أن المتحكمين فى الهواء، الإعلام، هم أكثرنا ضحالة وانتهازية، ستجد أن كل طموحك مرهون بتعليق أو رأى أو قرار هؤلاء من المواطنين الصالحين، على رأى عادل إمام، ولن أقول السذج والبلهاء!!
بعد أيام ستزيح مصر الستار عن واحد من أهم تحديات القرن الواحد والعشرين، سيتم افتتاح قناة السويس الجديدة، ليتأكد للمخلص والمتردد.. للوطنى والخائن أن زمن الوطن القادم، يختلف عما حدث قبل «25 يناير» و«30 يونيو»، لذلك أتوقع أداء مختلفا بعد «6 أغسطس»، ويمكننى القول أن مصر الجديدة ستنطلق بسرعة يحلم بها الشعب، بعد عبور الحقيقة التى صنعها الشعب المصرى بعقله وفكره وأمواله وإرادته.. وهذا الرهان يجعلنى أقدم للتغيير الذى نطمح فيه، وليس «التغيير الساذج» الذى اعتقد فيه «ثوار آخر زمن» من «أشاوس» ثورتين حقيقيتين تصدرهما من كانوا يقدرون على حرق الوطن، كما فعل ثوار سوريا وليبيا والعراق واليمن!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة