سواء الذين قضوا العيد مع أسرهم، أو الساحل أو المصايف هربا من الحر، وبحثا عن الاسترخاء. ازدحمت دور السينما بالشباب والبنات، والنوادى والشوارع. وكانت المناقشات عن حرارة الجو أو سوء خدمة الإنترنت، وظلم العروض الجديدة من وزارة الاتصالات. كان هناك من يسهر على أمن الجميع يطارد الإرهاب، ويواجه بصدره رصاصا يمنعه عن هؤلاء المستمتعين على الشواطئ.
يبدو الأمر أوضح لو ألقينا نظرة على خريطة المنطقة، فى سوريا والعراق فى اليمن وليبيا. كان تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية من زملائه تواصل شن هجمات، بالقتل والتفجير. فى العراق احتفل داعش بإرسال سيارة مفخخة بسوق فى ديالى قتل عشرات. فى سوريا يفتقد عشرات الآلاف من اللاجئين وطنهم وأجزاء منه تحت سيطرة الإرهاب.
فى سيناء تراجع الإرهاب بعد ضربات حاسمة إلى أوكارهم فى العريش والشيخ زويد. خاصة علقة أول يوليو. الجيش مستمر فى مطاردة الإرهابيين وفشلت محاولات صناعة صورة أو فيديو يعوض هزائمهم. وطبيعى أن تفلت عملية أو هجمة ويسقط شهداء من قواتنا، لكن الصورة واضحة، الإرهابيون لا يدخلون فى مواجهات، يستخدمون تكتيكات الفئران. الجيش قطع شوطا وتكونت لديه خبرات، وشكل مع الشرطة المدنية حائط صد فى مواجهة الإرهاب. والعمليات الوقائية تمنع تكرار تجارب دول المنطقة التى وجدت نفسها فى مواجهة تنظيمات إرهابية كبرت وتوحشت.
فى العراق وسوريا، حيث تواصل داعش عمليات القتل والذبح والسبى والطرد للمواطنين السوريين فى المناطق التى تسيطر عليها، وفى ليبيا تسيطر التنظيمات الإرهابية على المدن والمناطق. التفجيرات تهدد السعودية والكويت تونس، أمريكا التى شهدت هجوما على مركز تدريب للمارينز. وفشلت الأجهزة التى يضرب بها المثل فى توقع الهجمات. رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكى، الجنرال راى أوديرنو، توقع أن تستغرق هزيمة تنظيم داعش ما يتراوح بين 10 و20 عاما. يعنى أمريكا تقود جيوشا وتوجه ضربات تبدو غير فعالة، وداعش تواصل التمدد والإرهاب.
المصريون قضوا العيد فى أمان، تجولنا فى الشوارع وازدحمت شواطئ المتوسط والأحمر والنيل بالقاهرة والمحافظات. الجيش وحده سهر على كل هذا، كل هذا يستدعى توجيه التحية للجيش المصرى الذى يسهر ويواصل دوره فى حماية الحدود ومواجهة الإرهاب فى هذا الحر، أبناؤنا وإخوتنا يقومون بواجبهم، هو واجبهم وليس أقل من أن نبدى اعتزازنا وفخرنا بهم وبعملهم، وتقدير جهد لا يظهر منه إلا القليل، وأن نرد بعض الإساءات الصغيرة من جهلاء يساعدون الإرهابيين بنشر أكاذيبهم. الهجمات الأخيرة فشلت وتساقط الإرهابيون. مواجهة صعبة يخوضها جيشنا، من أجل أماننا، انظروا للخارطة وقولوا: جيش مصر حفظك الله.. كل عام وأنت بخير.