محمود سعد الدين

ماذا يحدث فى قناة "روسيا اليوم"؟

الإثنين، 20 يوليو 2015 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن تحرك الإدارة الروسية بنقل مراسم الحرس الجمهورى الروسى خارج العاصمة موسكو لأول مرة فى تاريخ العسكرية الروسية لاستقبال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى تحركًا طبيعيًا، بل هو تحرك يحمل دلالات وإشارات عن اهتمام الجانب الروسى بمصر فى الوقت الراهن وتحديدًا إذا ما أضفنا إليه فى نفس الزيارة أن المقاتلات الحربية الروسية "ميج وسوخوى" كانت فى استقبال طائرة الرئاسة المصرية بمجرد دخولها المجال الجوى الروسى.

الحفاوة البالغة فى الاستقبال والمباحثات الثنائية انعكست فيما بعد على العلاقة بين موسكو والقاهرة وتترجم الأمر فى تعاون اقتصادى بواقع 5 مليارات دولار واتفاقيات تجارية وأيضًا دعم دبلوماسى روسى تمثل فى الوقوف مع الجانب المصرى ورفض التدخل فى شئونها وأحكامها القضائية وقت أن أصدرت عدة دول أخرى بيانات تشجب وتدين.

قناة "روسيا اليوم" كانت هى الوسيلة الإعلامية الأسرع التى يصدر به الجانب الروسى رسائله الإيجابية للقاهرة وللوطن العربى وعلى شاشتها كانت التغطية للزيارات المتبادلة بين موسكو والقاهرة بمستوياتها المختلفة، وعلى شاشتها أيضًا كان الاهتمام الواضح بفعاليات مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، ولكن اللافت أن قناة "روسيا اليوم" نفسها، وذات الشاشة هى التى سلكت طريقًا مغايرًا فى تغطية وقائع اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات .

لا أحكر أبدًا على سياستها التحريرية، ولكن أحلل أداءها الإعلامى فى محاولة للفهم، بعد استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات، أذاعت القناة برنامج "قصارى القول" للإعلامى "سلام مسافر" وكانت الحلقة بعنوان "اغتيال النائب العام وشظايا الاتهامات"، واستضافت وقتها الدكتور أيمن نور.

للقناة وللمذيع الحق فى اختيار الضيوف تمامًا مثل حقى فى طرح الأسئلة، هل أيمن نور ضيف جيد فى حلقة تتحدث عن اغتيال النائب العام المصرى؟ وهل اختيار معارض خارج البلاد محسوب على جماعة الإخوان للحديث عن كارثة داخل البلاد تتعلق برأس النيابة العامة المصرية صحيح؟ وهل الأفضل معالجة اغتيال النائب العام أمنيًا أم سياسيًا بضيف ينتقد كل كبيرة وصغيرة؟ وهل من الأمانة الإعلامية عند معالجة اغتيال النائب العام توجيه سؤال للضيف بأنه هل هناك أجنحة فى السلطة المصرية وراء تصفية بعضها على حساب البعض الآخر؟ وهو سؤال لم تجرؤ حتى قنوات الإخوان طرحه، وهل من المتبع إعلاميًا عند تغطية اغتيال النائب العام أن ننشر صور مظاهرات للإخوان ولافتات لتأييد الرئيس المعزول محمد مرسى فى الخلفية؟

كل هذه الاسئلة تزيدنى ارتباكًا عن الأداء الإعلامى لـ"روسيا اليوم" تجاه مصر، ولكننى لم أصل بعد إلى اليقين بشأن ما إذا كانت تلك التغيرات تتعلق ببرنامج محدد أم بسياسة عامة للقناة، وإذا ما كانت ببرنامج محدد، فهل هذا يتماشى مع القواعد الإعلامية لقناة "روسيا اليوم" أم لا؟

أخيرًا، حديثى عن "روسيا اليوم" تحديدًا ليس حديثًا عن وسيلة إعلامية فقط، ولكن حديث عن نافذة دولة كبيرة بحجم روسيا، ومن ثم عندما نلاحظ تغيرًا فى الأداء، لا ينبغى فقط الوقوف عند دق ناقوس الخطر بالكتابة ولكن لابد من تحرك دبلوماسى مع الجانب الروسى وتحرك من المكاتب الإعلامية المصرية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة