برافو العقيد «نشوى محمود» وزميلاتها من الشرطة النسائية، وهى تمسك أحد المتحرشين أمام سينما مترو، وتلقنه علقة ساخنة وتأمره بأن يجلس على الأرض كالفأر المذعور، ثم تخترق الحشود وتأتى بالفتاة الضحية، لتستكمل عمل المحضر وتحويله للنيابة، ليلقى هذا المستهتر جزاءه العادل، حبس وسجن وضياع مستقبله وتشريده وبهدلة أهله الذين لم يربوه، فمثل هذا الشاب يوجد آلاف من عديمى الأخلاق والأدب، ينطلقون فى الشوارع كالكلاب الضالة، يشمشمون هنا وهناك ويمارسون سفالتهم على بنات الناس، فى وقت افتقد فيه الشارع النخوة والمروءة والشهامة، ويكتفى الرجال «بشنباتهم» بالفرجة أو تصوير الضحية بالموبايل، وهى تستغيث فلا تُغاث ولا تمتد لها يد الإنقاذ، وكأنها وليمة لأصحاب الغرائز المريضة.
برافو العقيد نشوى وبقية أفراد الشرطة النسائية اللائى انتشرن فى بعض الحدائق والمتنزهات فى القاهرة لحماية بناتنا ونسائنا، لأن الشارع فى أمس الحاجة إلى الانضباط، وهذا الشباب الرذل عديم التربية لا ينفع معه نصح وإرشاد، بل ردعه وتأديبه وتلقينه درسا لا ينساه، وبعضهم كان يبكى بالدموع كالأيتام ويلطم خديه بعد الإمساك به، ويقبل الأيادى لتركه، وكان قبل ذلك بلحظات مثل الثور الهائج الذى يندس بين النساء والبنات، فأصبحنا نخاف على نسائنا من خروجهن من المنزل، بعد أن كانت مصر بلد الطمأنينة والأمان، وفيها رجال تجرى فى عروقهم الشهامة والحمية، فيبادروا بالتصدى لهذا النوع من الشباب المنحط، لكن ده كان زمان.
أتمنى أن تعود الشهامة للناس فيبادرون بأنفسهم بالقضاء على هذه الظاهرة، ولا يخافون من إجرام المتحرشين أو المطاوى التى يهددون بها النساء، ولا تجدوا لهم مبررات مثل ملابس بعض النساء المثيرة، فالمتحرش لا يفرق بين المحجبة وغيرها، والمهازل لا تحدث فقط فى دور السينما والحدائق والمولات والكورنيش، بل أمام مدارس البنات وبشكل جماعى سافر ويثير الخوف والذعر، ويمارسه طلاب فى سن المراهقة، لم يجدوا من يربيهم ويعلمهم الأخلاق فى المدرسة أو البيت، وإذا أحسوا أن أفعالهم الدنيئة ليست من علامات الرجولة والفخر، بل تجلب لهم ولأهاليهم العار والسجن والعقاب، فلن تجد متحرشا يرمى نفسه فى النار.