تتباهى المواقع الإخوانية بترويج فيديو للإعلامى تامر أمين هو وابنته، جالسين على الرصيف أمام أحد المولات فى لندن، وأمامه شخص إخوانى أصلع وضخم الجثة، ويكيل له السباب والشتائم بأقذر الألفاظ، وأخذت المفاجأة تامر الذى لم يحرك ساكنًا هو وابنته وكأن الذى يعوى أمامه حيوان ضال، لا يستحق أن ينظر له، أو يعيره أدنى اهتمام، وعندما حاول البلطجى الشرس أن يستعدى المارة على تامر بشتائم قذرة، تعاملوا معه بنفس الاشمئزاز والاحتقار الذى تعامل به تامر، ولما أحس أن عواءه لا فائدة منه انصرف بخزيه وعاره، وكسب تامر وابنته الاحترام.
كان فى مقدور هذا الوقح أن يحترم الفتاة الصغيرة، ولا يكيل السباب لوالدها بشكل همجى، ولكن يبدو أن أعصابها قوية هى الأخرى، فلم ترفع عينيها عن الموبايل فى يدها، وظنت المواقع الإخوانية أنها بترويجها الفيديو تحقق انتصارًا، وتحرز هدفًا فى مرمى تامر والإعلاميين، فدخل مرماها عشرة أهداف، لأنه لم يكن مقصودًا لشخصه، بل المستهدف كل إعلامى يؤيد الدولة، ويكشف زيف الإخوان، وسبق لعدد من الإعلاميين أن تعرضوا لذلك فى أمريكا وألمانيا، كنوع من البلطجة والتخويف والإرهاب، لأن العجزة ليس عندهم حجة أو منطق أو إقناع، بل شتائم وسباب وقلة أدب، من أمثال هذه العجول الحمقاء.
سلاح الإعلاميين هو الكلمة وليس العضلات، والإقناع وليس الشتائم، والاحتكام إلى الحجة والدليل وليس الملاكمة والكاراتيه، وسبق للإخوان أن حاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى، ودقوا الدفوف، وذبحوا العجول، ومنعوا الضيوف، فلم يكسبوا معركة، ولم يسكتوا صوتًا، بل شيدوا حولهم أسوارًا من الكراهية، ولم تفلح مواقعهم الإلكترونية فى بث الخوف والرعب فى قلوب الإعلاميين بقذائف الاغتيال المعنوى، والشائعات الكاذبة، وتخوض قنواتهم الفضائية وصحفهم فى تركيا وقطر حربًا مسعورة ضد مصر وشعبها وجيشها ورئيسها، لكنها فى النهاية حرب خاسرة، لأن الإعلام الوطنى الذى لم يخف بطشهم وهم فى السلطة لن يتراجع عن أداء دوره، ويتصدى للمؤمرات الدنيئة التى تحاك ضد بلده فى الداخل والخارج.