شهدت قرية الحكيم التابعة لمركز دمنهور بالبحيرة حالة من الحزن الشديد بعد مصرع إحدى سيدات القرية على يد اثنين من الدجالين بمحافظة كفر الشيخ خلال جلسة علاج روحانى.
"اليوم السابع" ذهبت إلى القرية لرصد الحقائق عن قرب والحديث مع أهالى الضحية للوقوف على ملابسات الحادث المأساوى ورصد اللحظات الأخيرة فى عمر الضحية قبل أن تفارق الحياة تاركة خلفها طفلة لم يتعد عمرها العامين.
فى البداية التقينا بوالد الضحية "أحمد عبيدة مطر" عامل بشركة الغزل والنسيج بكفر الدوار، والذى أكد أن هؤلاء المشعوذين هم السبب الرئيسى فى مقتل ابنته الوحيدة، والتى لم يتعد عمرها 22 عاما، وبدأ يسرد أحداث المأساة، التى استغرقت أكثر من ساعة ونصف مابين صراخ وعويل وتعذيب.
وأضاف أنه ذهب مع ابنته "فايزة"، ربة منزل، بصحبة والدتها وأحد الأقارب إلى قرية البكاتوش، التابعة لمركز قلين بكفر الشيخ، بعد أن أعيتنا الحيل لعلاجها مع الأطباء النفسيين وبدأت المأساة معنا منذ 4 سنوات، حينما أصيبت فايزة بحالة نفسية مستعصية ذهبنا بها لأشهر الأطباء النفسيين لعلاجها دون جدوى فنصحنا أحد الأقارب بعلاجها بالقرآن والحجامة فى قرية الباكتوش بكفر الشيخ باعتبارها ملبوسة من الجان.
وأضاف: "حينما وصلنا إلى تلك القرية أكد هؤلاء المشعوذون أن الضحية يجب لها عمل برنامج مكثف لعلاجها بدأ بعمل حجامة فى أماكن متفرقة بالجسم مع تلاوة آيات من القرآن، وتناول كميات كبيرة من المياه المقروء عليها بهدف حرق الجان، إلا أن الجان لم يستجب للمشعوذين وفقا لمعتقداتهم، وبدأ المشعوذون يضغطون بكل قوة على صدر الضحية لاستخراج الجان وسط صراخها ارحمونى واتركونى فترة لأسترد أنفاسى.
وتكمل الحديث والدة الضحية وتدعى "سنية جلال" قائلة: إن ابنتها بدأت فى الانهيار التام، وبدأت تفقد الوعى بشكل كامل فأراد المشعوذون التحايل عليهم بدعوى أن الجان قد خرج من جسد ابنتها، وأن ابنتها ستفيق بعد دقائق، وأثناء جذب المشعوذ لإبنتها من قدميها ارتطم رأسها بالأرض، مما يرجح أن يكون ذلك سبب الوفاة، لافتة إلى أن المشعوذين حاولوا إظهار الوفاة كأن وراءها الجان وقاموا بنقلها معهما إلى المستشفى إلا أن الطامة الكبرى كانت حينما أخبرنا الطبيب بأن ابنتى الوحيدة قد فارقت الحياة .
وأضافت: "حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتلوا بنتى ولو كنت أعرف إنى بنتى حتموت ما كنتش طلعت بيها من البيت وربنا يعوضنى خير فى ابنتها نور، والتى تركها لى والدها هذه الأيام رأفة بحالى .
ومن جانبه أكد "حامد عبده مطر"، عم الضحية، أنهم فى انتظار التقرير النهائى للطب الشرعى لمعرفة أسباب الوفاة بشكل واضح، وعما إذا كان هناك شبهة جنائية من عدمه، مطالبا بالقصاص من هؤلاء المشعوذين المتسترين وراء الدين، والدين منهم براء.
وقال محمود أحمد عبيدة مطر، شقيق الضحية، إنه لم يستطع رؤية شقيقته الوحيدة إلا جثة هامدة لكونه مجندا بالقوات المسلحة، مطالبا بإعدام هؤلاء المشعوذين فى ميدان عام إذا ثبت تورطهم فى مقتل شقيقته.
وكانت السيدة "فايزة أحمد مطر" 24 سنة، لقيت مصرعها على يد دجالين بإحدى قرى قلين بمحافظة كفر الشيخ، إثر ضربها بحجة إخراج الجن من جسدها.
ترجع أحداث الواقعة حينما تلقى العميد محمد عمار، رئيس المباحث الجنائية بكفر الشيخ، يفيد باتهام أهالى الفتاة بمصرعها على يد دجالين لقيامهما بضرب الفتاة بحجة إخراج العفاريت من جسدها، لمعاناتها بحالة عصبية.
وأكدت التحريات أن وراء مقتلها "ال . ف " 52 سنة، مدرس و" ص .ا"، 47 سنة حداد، حيث قاما بإجبارها على تناول كمية كبيرة من مياه الشرب أثناء عمل حجامة لها، وخلال ذلك كان المتهمان يقومان بالضغط على بطنها وضربها بحجة إخراج الجن، الذى بها حتى توفيت، وأضافت التحريات أن المتهمين يمارسان أعمال الدجل منذ فترة زمنية بعيدة، مستغلين ورشة حدادة أسفل الوحدة المحلية بالقرية للقيام بأعمال الشعوذة وأن هناك حالات تأتى لهما من مختلف المحافظات.
تم إحالة المتهمين إلى النيابة العامة، والتى قررت حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات وتشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة، والتصريح بدفنها بعد التشريح، وأثبت التقرير الأولى للصفة التشريحية أن جسد الضحية به آثار 8 علامات للحجامة فى جسد الفتاة، الأولى فى الصدر والثانى فى الظهر، واثنتان فى المفصلين واثنتان فى القدمين، وتحرر عن ذلك المحضر 9923 جنح قلين .
بالفيديو والصور.. اليوم السابع يرصد مأساة أسرة ضحية دجالي كفر الشيخ.. أهالى الضحية ذهبنا للدجالين بعد أن فقدنا الأمل فى الطب.. والأم: لو أعرف أنها هتموت مكنتش رحت.. وشقيق الضحية: نطالب بالقصاص
الخميس، 23 يوليو 2015 06:59 م
اليوم السابع مع أسرة الضحية
البحيرة - جمال أبو الفضل - ناصرجودة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة