أكرم القصاص - علا الشافعي

قصة حصول جامعة "برمنجهام" البريطانية على أقدم مخطوطة قرآنية تعود لعهد الرسول.. قديس مولود بالعراق عثر عليها بعد رحلات مدعومة للبلاد العربية وصحراء سيناء.. والاكتشاف ينسف نظريات المشككين بالقرآن

الخميس، 23 يوليو 2015 02:14 م
قصة حصول جامعة "برمنجهام" البريطانية على أقدم مخطوطة قرآنية تعود لعهد الرسول.. قديس مولود بالعراق عثر عليها بعد رحلات مدعومة للبلاد العربية وصحراء سيناء.. والاكتشاف ينسف نظريات المشككين بالقرآن المخطوطة
كتبت إنجى مجدى - مؤمن مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت جامعة برمنجهام البريطانية منذ يومين عن العثور على مخطوطة قرآنية من أقدم نسخ المصاحف القرآنية، وأن واحدًا من أصحاب الرسول، أو شخص عاصره ورآه على الأقل، قد يكون كاتبها بخط يده على جلد حيوانى بعد 13 سنة على الأكثر من وفاة النبى محمد -صلى الله عليه وسلم-.

وقال موقع "العربية نت" إن هذه المخطوطة القرآنية أحدثت ضجة فى العالم أجمع، والإسلامى بشكل خاص، منذ تحدثت عنها الجامعة، مشيرة إلى أن هذه المخطوطة لديها منذ عشرينيات القرن الماضى.

مُكتشف المخطوطة..


وأشار الموقع إلى أن هذه المخطوطة جاءت من القديس الكلدانى "ألفونس منجنا" المولود قرب الموصل بالعراق "والذى موّل رحلته لجلب الوثائق إدوارد كادبورى الذى جنته عائلته تروتها من الشيكولاتة، وذلك لرفع مكانة برمنجهام كمركز ثقافى لدراسات الأديان، حيث يعد ألفونس منجنا، كلدانى عراقى، اسمه الحقيقى الأول هرمز، وولد فى 1878 بقرية "شرانش" المجاورة بمحافظة "دهوك" شمال كردستان، وهى قرية معظم سكانها الممتهنين الزراعة وتربية المواشى هجروها فى السنوات الأخيرة، ولم يبق منهم "سوى 711 حالياً" وجميعهم مسيحيون تقريباً.

وأمضى هرمز الذى غيّر اسمه الأول إلى ألفونس بعض شبابه فى دير للآباء الدومنيكان بالموصل، حيث درس اللاهوت "كان ملماً بالسريانية والعربية والفارسية والكردية والعبرية واللاتينية والفرنسية" ورسموه فى 1902 كاهناً بالدير الذى اشتغل فيه بالتدريس طوال 10 سنوات، وأثناء ذلك تملكته هواية البحث فى المخطوطات القديمة، خاصة السريانية، ثم تطورت حاله من البحث فيها إلى رغبة جامحة بالحصول عليها وامتلاكها.

هجرة منجنا إلى إنجلترا..


وهاجر منجنا من مرفأ بيروت فى 1913 إلى إنجلترا التى خلع فيها ثوب الكهنوت وراح يدرّس اللغات واللاهوت فى مركز شهير للآن بضواحى برمنجهام، وهوWoodbrooke Quaker Study Centre الذى تعرف فيه إلى من أصبحت فى 1915 زوجته وأماً منه لابنين: جون وميرى، وكانت طالبة نرويجية فى المركز، اسمها إيما صوفى فلور.

ودرّس علم المخطوطات بجامعات كامبريدج ومانشستر وبرمنجهام، وألف كتباً عدة عن اللغات الشرقية أثناء إقامته فى مانشستر بشكل خاص، ثم ولى وجهه فى منتصف العشرينيات شطر بلاد الشرق التى جاء منها، فزارها 3 مرات فى 1924 و1925 و1929 ليبحث فى سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، كما فى دير "سانت كاترين" بصحراء سيناء المصرية، عن مخطوطات يضمها إلى مجموعته التى كانت الأكبر من نوعها بالعالم، وضمت أكثر من 3000 وثيقة شرق أوسطية، معروضة باسم The Mingana Collection فى متحف برمنجهام، كأثمن ما تركه بعد وفاته فجأة فى 1937 بعمر 59 سنة، حيث نسفت المخطوطة نظريات المشككين بالقرآن.

الحصول على المخطوطات المختلفة..


وامتلك تلك المخطوطات، التى معظمها عربية وسريانية، وبعضها فارسية، بطرق غير معروفة تماماً، وربما اشتراها أو استعارها أو جاءته هدية ممن كانت لديهم، أو بادلها، أو بأسلوب "السهل الممتنع" المحفوف بالمخاطر، إلا أنه حصل عليها فى زيارات، حثه عليها ورعاها وموّلها إدوارد كادبورى، حفيد جون كادبورى، مؤسس مصانع الشوكولا الشهيرة ببرمنجهام والراحل فى 1989 بعمر امتد لأكثر من 87 سنة.

وجمع منجنا من تلك الزيارات كنزاً من المخطوطات، أهمه الآن هو ما "أذهل" العالم الإسلامى بامتياز، وهى المخطوطة التى أعلنت جامعة برمنجهام يوم الأربعاء أنها ستعرضها للعموم بأكتوبر المقبل، وأن باحثين من جامعة ألمانية سيأتون للاطلاع عليها، لأنها نسفت أبحاثاً بالعشرات كتبها مستشرقون، ملخصها أن القرآن "لم يكن موجوداً زمن الرسول، بل تمت كتابته بعد وفاته لتبرير الفتوحات العربية"، وهى نظرية انهارت تماماً بعد التأكد بأن كاتب الآيات عليها عاش زمن النبى الأعظم.

المخطوطة القرآنية مصدرها مجهول..


ولا يعرف أحد تماماً من أى بلد عربى جاء منجنا بالمخطوطة التى لم يكن يعلم بالتأكيد أن المدوّن عليها هو أقدم ما تمت كتابته من آيات القرآن، وإلا لكان ذكر ذلك فى كتب عدة ألفها عن محتويات مجموعته. لكن عبارة نجدها فى فقرة مهمة ضمن رسالة بعث بها من بلد عربى زاره إلى زملاء له فى مركز Woodbrooke مثيرة للشبهات بعض الشىء.

وكانت قد أعلنت الجامعة البريطانية الأربعاء الماضى أنها عثرت فى مكتبتها على مخطوطة تعد إحدى أقدم المخطوطات القرآنية فى العالم، وإنها ربما دونت بيد شخص عاصر النبى محمد وعرفه.

وأشار فحص بالكربون المشع إلى أن المخطوطة الموجودة بحوزة جامعة برمنجهام فى وسط إنجلترا تعود إلى 1370 عاماً على الأقل وهو ما يجعلها إحدى أقدم النسخ المدونة من القرآن.

وقال ديفيد توماس أستاذ المسيحية والإسلام بالجامعة "قد تعود بنا إلى سنوات قليلة من الظهور الفعلى للإسلام".

وخلص التحليل بتقنية الكربون المشع - والذى يقال إن دقته تصل إلى 95.4 بالمئة - إلى أن الوثيقة ترجع للفترة بين عامى 568 و645. ويعتقد أن النبى محمد عاش بين عامى 570 و632.

والمخطوطة جزء من مجموعة تضم 3000 وثيقة من الشرق الأوسط وكانت بحوزة قس كلدانى يدعى ألفونس مينجانا فى عشرينيات القرن الماضى ولد بالقرب من الموصل فى العراق.

ومول إدوارد كادبورى الذى كان يقوم بأعمال خيرية وجنت عائلته ثروتها من الشوكولاتة رحلات القس للحصول على المخطوطات بهدف رفع شأن برمنجهام لتصبح مركزا فكريا للدراسات الدينية.

وقالت الجامعة إنها ستطرح المخطوطة للعرض العام فى أكتوبر تشرين الأول.


أخبار متعلقة:



جامعة بريطانية تعثر على مخطوطة من أقدم مخطوطات القرآن فى العالم










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح الدين

القرآن عظيم والاسلام عظيم ولكن ..

عدد الردود 0

بواسطة:

fares

نقط علي الحروف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة